بناء على دعوة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بدأت فى واشنطن أمس أعمال القمة الإفريقية الأمريكية، الأولى من نوعها على الإطلاق، تحت عنوان «الاستثمار فى الجيل القادم» بحضور 50 زعيما من قادة الدول الأفريقية. وتبحث القمة مجموعة من القضايا من بينها الأمن مع تصاعد عنف الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» وحركة الشباب الصومالية ، واندماج أفريقيا فى الاقتصاد العالمى من خلال تعزيز قدرات الدول الأفريقية فيما يتعلق بمواجهة الأزمات الاقتصادية والغذائية، وتشجيع الاستثمار فى القطاعات الاقتصادية المختلفة فى دول القارة، والعمل على الاستثمار فى الأجيال القادمة، وتمكين الشباب، وإرساء السلم والأمن فى القارة، والعمل على إرساء مبادئ الحكم الرشيد، والتركيز على موضوعات الطاقة. وتشارك مصر فى هذه القمة بوفد يرأسه المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، ويضم كلا من هانى قدرى وزير المالية وأشرف سالمان وزير الاستثمار ومنير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية فى تقرير لها عن هذا الحدث أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يعد أبرز الغائبين عن القمة بعد رفضه الحضور إلى واشنطن. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسئولين أمريكيين قولهم إن الولاياتالمتحدة سوف تعلن عن حوالى مليار دولار لعقد صفقات اقتصادية مع القارة السمراء ، وزيادة دعم حفظ السلام، بالإضافة إلى مليارات الدولارات لتوسيع برامج الغذاء والطاقة. وأشار هؤلاء المسئولين إلى أن القمة التى تمتد حوالى ثلاثة أيام تهدف إلى إظهار الاهتمام الأمريكى فى منطقة تنمو بسرعة عبر سلسلة من اتفاقات الشراكة الخاصة لدعم التجارة والاستثمار. وقلل المسئولون فى الإدارة الأمريكية من التساؤلات حول إذا ما كانت القمة تمثل ردا على زيادة تغلغل الصين فى أفريقيا ، مؤكدين أن اهتمام واشنطن أوسع من البترول والمعادن، التى تركز عليها بكين. ومن جانبه، قال راجيف شاه مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن القمة ستشهد سلسلة من الإتفاقات حول الزراعة والغذاء والطاقة. وأوضح شاه أن هذه الاتفاقات التى سيتم تحديدها تكشف عن طموحات كبيرة سوف نتخذها مع الشركاء الأفارقة والقطاع الاستثماري. وأضاف أنه سيتم الإعلان عن دعم جديد للطاقة الأفريقية، وهو برنامج أطلقه الرئيس الأمريكى باراك أوباما العام الماضى لإنشاء جيل جديد من برامج الطاقة المتجددة التى تولد حوالى 10 آلاف ميجاوات تصل إلى حوالى 20 مليون أفريقى بحلول عام 2018، وتابع أن البرنامج حقق بالفعل هذا الهدف بعد مرور حوالى عام، وتعهد الشركات الخاصة بدفع 7 مليارات دولار. ومن المنتظر أن يبدأ مؤتمر اقتصادى اليوم الثلاثاء بمشاركة الزعماء الأفارقة ورجال الأعمال الأمريكيين، كما سيلتقى وزراء التجارة لمناقشة طرق تطوير برنامج التجارة الأمريكى مع أفريقيا المعروف باسم »قانون فرصة النمو الأفريقي«. ومن المتوقع أن تعلن وزارة الخارجية الأمريكية عن 60 مليون دولار سنويا لتدريب قوات حفظ السلام فى أفريقيا. وفى غضون ذلك، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن أوباما شغل نفسه فى محادثات قمة أفريقيا حول الأمن ودعم الديمقراطية والاستثمار فى الوقت الذى يتجه فيه انتباه العالم إلى أزمات ملحة فى مناطق أخرى، مثل غزة وأوكرانيا. وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن أحد أهداف القمة يتمثل فى دعم شرعية الرئيس الأمريكى فى القارة السمراء، فى الوقت الذى تظل فيه تعهداته تجاه القارة محل تساؤل.