أعرب وزير خارجية الصين ووانج يى عن حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر وأن مستقبل مصر واعد وأنها تشهد استقرارا سياسيا وتسير فى طريق تحقيق التطور. وجدد دعم بلاده الكامل لعملية التحول السياسى فى مصر حيث يقوم بنقل رسالة للرئيس السيسى من القيادة الصينية تؤكد الحرص على تعزيز وتطوير علاقاتها الثنائية فى مصر . جاء ذلك خلال انطلاق أعمال جلسة الحوار الاستراتيجى بين مصر والصين برئاسة وزيرى خارجيتى البلدين وبمشاركة وزراء التجارة والصناعة والكهرباء والتعاون الدولى والاستثمار وعدد من كبار المسئولين فى وزارتى الخارجية والتجارة فى الصين. وعرض الوزراء المصريون مقترحات بشأن مستقبل التعاون فى مجالات الطاقة بما فيها الطاقة الجديدة والمتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتعاون فى مجال إدارة المناطق الاقتصادية، وزيادة الصادرات المصرية للصين لعلاج الخلل الكبير فى الميزان التجارى لمصلحة الصين. وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائى فى قطاعات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا والنقل والسكك الحديدية بما فيها تنفيذ مشروع القطارات فائقة السرعة، والاستفادة من البرامج التدريبية التى توفرها الصين. وعقب الجلسة عقد الوزيران مؤتمرا صحفيا أكد شكرى خلاله أن المبادرة المصرية لاتزال تشكل فرصة حقيقة لاحتواء الازمة التى يعانى منها قطاع غزة وان مصر ستظل تتحمل مسئوليتها لحماية الشعب الفلسطينى وتوفر للاطراف الفرصة لانهاء القتال وعقد مفاوضات لاحتواء هذه الازمة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الوزير مع نظيره الصين ووانج إى تشى امس الذى يزور القاهرة حاليا وذلك عقب جلسة مباحثاتهما بمقر وزارة الخارجية. واوضح شكرى ان هناك توافقا فى الرؤى بين مصر والصين حول رفض ما يتعرض له المدنيون الابرياء من قتل وتشريد وادانة للعمليات العسكرية الاسرائيلية التى تؤدى الى هذه الحصيلة غير المقبولة من القتلى. واضاف ان الرئيس عبد الفتاح السيسى استقبل الوزير الصينى فى وقت سابق امس حيث تم تناول عدد من القضايا الثنائية وتناول عددا من القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.مشيرا الى حرص الجانبين المصرى والصينى على تعزيز علاقات التعاون. واشار شكرى الى جولة المشاورات السياسية التى عقدت بمقر الخارجية وتم خلالها استعراض القضايا الثنائية والاقليمية حيث تميزت المناقشات بالتوافق حول الكثير من الموضوعات المطروحة واشار الى ان المشاورات كانت فرصة طيبة للاطلاع على رؤية الصين ازاء تطورات الوضع فى اسيا وجنوب شرق اسيا والباسفيك وتطرقنا الى اهمية التعاون فى مواجهة ظاهرة الارهاب التى نعانى منها ولانها تؤثر سلبيا على الشعوب وايضا على التنمية. واوضح انه تم الاتفاق بين الجانبين المصرى والصينى على العمل الدءوب للارتقاء بمستوى العمل لتعزيز العلاقات الى مستوى يلبى طموحات الشعبين ويرتقى الى مستوى العلاقات التاريخية بين البلدين. ومن جانبه..اكد وزير الخارجية الصينى انه تم تبادل وجهات النظر مع الوزير سامح شكرى حول القضايا الاقليمية والصراع الفلسطينى- الاسرائيلى.. معربا عن تقديره للجهود الايجابية التى يبذلها الجانب المصرى لوقف الصراع. وشدد على دعم الصين للدور المصرى الحيوى للتوسط لوقف الصراع مؤكدا ان الاستخدام المفرط للقوة يعد امرا غير مقبول.. مضيفا ان بلاده تشعر باسف شديد ازاء انهيار الهدنة بين الجانبين. واكد ان الجانب الصينى يؤيد جهود الوساطة بين الطرفين واستئناف المفاوضات.. مشيرا الى ان الصين تطرح مبادرة لتسوية الصراع بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى وانه يجب على الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى الوقف الفورى لاطلاق النار حرصا على الشعب والسلام فى المنطقة وان سقوط قتلى وجرحى «امر غير مقبول». من جانبه أعلن الوزير الصينى دعم بلاده لمبادرة التهدئة التى طرحتها مصر والعمل على ايجاد حل يحقق العمل المشترك من اجل استئناف المفاوضات وايجاد الالية الكفيلة من اجل رفع الحصار عن قطاع غزة. واشار الوزير الصينى الى ان الصراع الفلسطينى- الاسرائيلى يمتد منذ سنوات طويلة.. معربا عن دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة فى اقامة دولته والتمسك بالمفاوضات كخيار استراتيجى وسرعة استئناف المفاوضات.. مطالبا المجتمع الدولى بالتعاون لوقف الصراع من خلال تشكيل قوة مشتركة تدفع لوقفه مع ضرورة الاهتمام البالغ بالاوضاع الانسانية والمساعدات. واشار الى ان الجانب الصينى قدم مساعدات لشعب غزة تقدر بنحو مليون ونصف مليون دولار بالاضافة الى الاعانات التى قدمها الصليب الاحمر الصينى. وطالب الوزير الصينى البلدين بالالتزام بالتوجه الاستراتيجى واعتبار بعضهما شريكين استراتيجيين بحيث تتجاوز العلاقات الحدود الثابتة والعمل على رفع مستوى التعاون والتوجه نحو الاستدامة والتواصل بما يحقق الازدهار. واضاف ان التوجهات الثلاثة بين الجانبين تصب فى العديد من المجالات وهى السياسة والاقتصاد ومكافحة الارهاب والثقافة والشئون الدولية والاقليمية والتجارة.. مشيدا بموقع مصر الجغرافى ودورها المهم فى الشراكة مع العرب وافريقيا. وأعرب وزير الخارجية الصينى عن استعداد بلاده للتعاون فى مجالات التصنيع والزراعة والطاقة والاقمار الصناعية بما يدعم الاستثمار فى مصر وتحقيق الاهداف المنشودة فى زيادة الصادرات وتحسين ظروف معيشة المواطنين. وردا على سؤال حول المشاركة الصينية فى مشروعات الاستثمار بمصر.. اكد وزير الخارجية الصينى ان الاستثمارات الصينية فى مصر تبلغ نحو 500 مليون دولار وذلك كان خلال السنوات الاخيرة وان الشركات الصينية ظلت صامدة حتى فى الوقت الذى شهدت فيه مصر الاضطرابات.. معلنا ان الجانب الصبنى يسعى الى تعزيز وجوده وان الاستثمارات الصينية فى مصر ستشهد نموا سريعا خلال الفترة المقبلة. واشار الى ان تعزيز التعاون مع الجانب المصرى سيكون فى العديد من المجالات منها البنية التحتية السكك الحديدية والطاقة والغاز الطبيعى والطاقات المتجددة والصناعة والزراعة الحديثة وتكنولوجيا الاقمار الصناعية.. مضيفا ان التعاون الصينى فى مشروع قناة السويس اسهم فى توفير 1300 فرصة عمل حتى الان ومن المتوقع ان يتم توفير ما يقرب من 6 الاف بعد اكتمال المشروع. واعتبر وزير الخارجية الصينى ان مصر تعد صديقا عزيزا لبلاده وان بكين ستقف دوما الى جانب مصر من اجل تحقيق الاستقرار الاجتماعى وتحسين المستوى المعيشى للمواطن.