عرضت مصر رؤيتها لقضايا المنطقة خلال تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة، وهذه الرؤية فى مجملها تدعو الى «حلول جذرية» لقضية الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى، ولمعالجة اكثر عمقا وشمولية لقضية التطرف والارهاب حيث ربطت مصر ما بين القضاء على الفقر والجهل وتحسين الخطاب الدينى من أجل مواجهة التطرف المسئول عن الإرهاب، وفضلا عن ذلك فإن الرؤية المصرية لقضية «الهجرة غير الشرعية» لا ترى «المعالجة الأمنية» لوحدها كفيلة بحل المسألة، كما أن القضاء على أسباب الهجرة غير الشرعية سوف يحد من الإرهاب. ... وتتميز الرؤية الجديدة لمصر بأنها عميقة، كما أنها منفتحة على بقية الدول والقوى الدولية وبخاصة »الجارة الكبري« أوروبا الموحدة ولم يكن غريبا أن تتفق ايطاليا رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبى مع مصر، وأن يؤكد رئيس وزراء ايطاليا أن دور مصر القوى يحقق الاستقرار فى المنطقة. ... والآن فإن اللحظة فارقة وبشدة، ولم يعد ممكننا مع استمرار اشتعال الموقف فى غزة، وجرائم الحرب الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى أن نكتفى بمحاولة لملمة الأمور، وذلك بالرغم من يقيننا بأن النزاع سوف يتفجر ثانية. ومثلما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فإن هناك فرصة حقيقية لانهاء أزمة غزة وحل القضية الفلسطينية، والشيء المؤكد أن هذه الفرصة التى تولد من الدمار والخراب والقتل والمعارك العنيفة يجب ألا يهدرها المجتمع الدولي، كما أن أطراف القضية يجب أن ترتفع الى مستوى معاناة شعوبها، وتأخذ «القرارات الجريئة» من اجل السلام، وتثبت الأحداث أن قادة اسرائيل عليهم أن يختاروا «السلام» لا «احتلال الأرض»، وذلك نظرا لأنه لن يكون هناك «أى سلام» إذا ما استمرت إسرائيل فى تصديها للمجتمع الدولى ورفضت التخلى عن الأرض المحتلة. ويبدو أن الداخل الإسرائيلى عليه أن يضغط على حكومته، كما أن المجتمع الدولى لابد أن يتكاتف ويضغط على اسرائيل والولايات المتحدة من أجل »الحل العادل« للقضية الفلسطينية. وإذا لم يتم أغتنام الفرصة، ومساندة مصر فى سعيها للحل الدائم للقضية الفلسطينية.. فإن المؤشرات كلها تقول إن القادم سيكون أسوأ، وأنه ما لم يكن هناك سلام عادل وحقيقى فإن البديل سيكون التطرف والإرهاب من قبل داعش وأخواتها، وعندها لن تكون اسرائيل بمنأى كما أن الإرهاب سيطال بقية العالم والبداية أوروبا وأمريكا. لمزيد من مقالات رأى الاهرام