تباينت آراء أهالي محافظة جنوبسيناء بسبب إعلان ترسيم حدود محافظة جنوبسيناء لتتحول إلي محافظتين ، فالبعض اعترض علي القرار الذي يُناقش حالياً بوزارة التنمية المحلية واعتبروه لم يراع البعدين الأمني والقبلي والتركيبة السكانية لمواطني المحافظة ، فيما وافق آخرون راغبين في البدء في استغلال موارد المحافظة ومقوماتها التي ما زالت لم تستغل حتي الآن. وترسيم الحدود الجديد سيقسم محافظة جنوبسيناء إلي قسمين ،الأول يضم مدن خليج السويس والعقبة وهي رأس سدر وأبوزنيمة وأبورديس ونويبع وطابا والتي ستشكل محافظة وسط سيناء وهي التي ستئول إليها أعمال السياحة والصناعات التعدينية والمحجرية لما تحويه من مساحات كبيرة من المحاجر التي تحظي بالعديد من الثروات التعدينية ويعتمد عليها الآلاف من أبناء المحافظة في كسب قوت يومهم . والقسم الثاني يضم محافظة طور سيناء التي تضم مدن سانت كاترين وطور سيناء وشرم الشيخ ودهب وتشتهر بالمقومات السياحية وقد اعترض الأهالي ومشايخ القبائل البدوية علي اسم المحافظة من ناحية ومن ناحية اخري لأن قطاع السياحة يعمل فيه أعداد محدودة من شباب البدو وتتأثر السياحة بأي عوامل سياسية أو اقتصادية سواء في الداخل أو الخارج مما يعرض أرزاقهم للخطر اذا اعتمدوا عليها كلية ،بالإضافة الي تقسيم التركيبة السكانية للقبائل البدوية المقيمة في محافظة جنوبسيناء ،كما أن هناك أراضي توارثتها تلك القبائل ستذهب الي قبائل اخري من خارج المحافظة بسبب التقسيم الجديد مما سيخلق خلافات وعداوات جديدة بينهم. أحد المعترضين علي قرار الترسيم ،ومنهم صلاح ربيع أمين حزب الوفد بجنوبسيناء وأحد ابناء قبيلة القرارشة يري عدم مراعاة البعد القبلي و الأمني ،قائلا إن جنوبسيناء من المحافظات مترامية الأطراف حيث تبعد طابا عن رأس سدر أكثر من 450 كيلومترا وهو ما يسمح بدخول الخارجين عن القانون من شمال سيناء الي المناطق المراد ترسيمها خصوصاً ان عمليات مكافحة الإرهاب التي تتم حاليا بمناطق الوسط لم تنته بعد، في حين تحظي رأس سدر ونويبع وطابا وأبورديس وأبوزنيمة ببعض المقومات السياحية والصناعية والتعدينية .. وتساءل كيف تتم التنمية عندما تعطي الدولة مدنا تمت تنميتها قدر الاستطاعة الي مناطق بها صراعات أمنية ومدججة بالسلاح. واقترح تحديد مدن وسط سيناء التابعة لمحافظة شمال سيناء وتنميتها من خلال إقرار مجلس أعلي لها علي غرار ماحدث لمدينة الأقصر قبل أن تتحول إلي محافظة، مشيرا إلي أنه اذا حدثت أية مشكلة أمنية علي الفور تقوم تلك الجماعات المسلحة بضرب قطاعات السياحة والصناعة بالاضافة إلي وأد أحلام وطموحات أهالي جنوبسيناء في العمل بالمنطقة الصناعية بأبوزنيمة فور تنميتها. فيما اكد أحد ابناء قبيلة المزينة المعترضين علي التقسيم انه يضر بمصلحة المحافظة ككل خصوصا ان جميع مدن المحافظة متجانسة قبلياً بنسبة كبيرة وهذا القرار اذا خرج للتنفيذ بنفس الطريقة سيسمح بدخول عناصر خارجة عن القانون الي داخل المحافظة وقد تصل الي تدمير القطاع السياحي حتي في شرم الشيخ خاصة ان جنوبسيناء ستأخذ جزءا كبيرا من الشريط الحدودي لمنطقة نخل بشمال سيناء وهو ماسيسهل دخول العناصر الاجرامية الي داخل المحافظة لتنفيذ مخططات اجرامية، مضيفا أنه لا يمكن للمواطن المقيم في مدينة نويبع وسط أبناء قبيلته قطع مئات الكيلومترات لترخيص سيارته بمرور رأس سدر مثلاً. بينما وافق سليمان محمود فرج أحد أبناء قبيلة الجبالية بجنوبسيناء علي ترسيم الحدود بين محافظاتسيناء مشيراً الي أن كنوز وثروات سيناء التعدينية والمحجرية مازالت حبيسه الجبال ولم يستفد منها مواطنو سيناء وهناك كنوز اخري لم تكتشف حتي الآن. وبرر موافقته بضرورة توجيه الاستثمارات المحلية والأجنبية إلي سيناء وأن يكون لكل محافظة ميزانية مستقله بذاتها ضمن الموازنة العامة للدولة لتنفيذ المشروعات القومية لخدمة المواطنين بالإضافة الي فرض السيطرة الأمنية علي مناطق وسط سيناء التي تحولت إلي ملاذ للخارجين علي القانون من ناحية اخري عقد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء اجتماعا موسعا بحضور اللواء محمود الحفناوي مساعد وزير الداخلية لأمن شمال وجنوبسيناء وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية ومشايخ القبائل البدوية وبعض الشباب ورؤساء المدن والتخطيط العمراني. وأكد المحافظ خلال الاجتماع ان الذي سيحدث هو مجرد ترسيم للحدود وليس نزعا للملكية أو انفصالا كما يتصوره البعض وأن الغرض الأساسي منه هو التنمية. كما استمع إلي اقتراحاتهم وقرر عقد اجتماع اليوم لاستقبال المقترحات مكتوبة ومزوده بالخرائط، مضيفا انه علي رأس لجنة مشكلة من جميع القبائل قوامها 15 فردا بمن فيهم المحافظ لمقابلة وزير التنمية المحلية ورئيس الوزراء لنقل وجهات النظر وطرح المقترحات.