رغم أن العدالة الاجتماعية والتنمية يعدان أبرز أهداف ثورة يناير إلا أن محافظات مصر لم تشعر بهذه الثورة بعد لأن سلطات المحافظين في محافظاتهم لم تتغير بعد ومازالت ايديهم مغلولة بلا صلاحيات بل انهم محرومون من مجرد تخصيص قطعة أرض داخل محافظاتهم. كانت هذه الشكوي هي عنوان الحوار الصريح الذي دار بين محافظ أسوان مصطفي السيد ووفد الصحفيين المصريين الذي زار المحافظة حيث كشف المحافظ عن أنه لا يملك سلطة منح أي تخصيصات للأراضي خارج كردون المدن أو القري خاصة أن معظم الأراضي داخل حدود المحافظة تابعة للوزارات والهيئات المركزية وهو الأمر الذي يمثل أكبر عقبة أمام تحقيق التنمية وجذب المزيد من الاستثمارات, لافتا إلي ان تعزيز اللامركزية من خلال أن تكون المحافظة صاحبة الولاية علي الأراضي وثروتها التعدينية والمحجرية هو مفتاح التنمية والبناء حيث سيسهم ذلك في التوسع العمراني المستقبلي, وهذا يحتاج الي ثورة لإعادة نظام الإدارة المحلية بشكل يحقق التوزيع العادل للثروات والعدالة الاجتماعية. وأردف محافظ أسوان في رده علي استفسارات الصحفيين بأنه لمواجهة ذلك سعينا لوضع المخططات الاستراتيجية ل4 مدن و43 قرية لتحقيق التوسع العمراني لاستيعاب الكثافة السكانية المتوقعة مستقبليا واحتياجاتها من المشروعات التنموية المختلفة علي معايشته للمطالب والهموم التي تشغل المواطن الاسواني بشكل عام وفي مقدمة هذه المطالب تطلع الشباب الذي يئن من غول البطالة بنسبة تصل الي12% الي تخصيص مساحات من الأراضي لاستصلاحها في وادي غرب كوم امبو وتوشكي مما يوفر فرص عمل حقيقية لهؤلاء الشباب. وأكد مصطفي السيد أن عودة الحركة السياحية وجذب المزيد من الاستثمارات يتوقف علي استقرار الوضع الأمني ووقف فوري لظاهرة قطع الطرق والسكك الحديدية والمظاهرات الفئوية وهو الذي تسبب أيضا في سحب تمويل المشروعات الخدمية مثل مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي والطرق والتجميل وتطوير العشوائيات لتلبية المطالب الملحة علاوة علي مواجهة نقص البوتاجاز والسولار والبنزين, مشيرا إلي أهمية دور الصحافة في وضع الحقائق أمام الرأي العام وإنهاء حالة التخبط والتمزق الناتجة من اختلاف الرؤي والتوجهات السياسية حفاظا علي صالح الوطن في هذه المرحلة الحرجة من أجل النهوض بمجتمعنا بعد نجاح الثورة العظيمة التي غيرت شكل الحياة في مصر لتتحقق معها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. وأشار محافظ أسوان إلي بدء تدفق حزمة من المشروعات الاستثمارية للمحافظة عقب انتخابات مجلس الشعب منها مشروع لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية غرب كوم مبو ب60 كم ويقع علي مساحة ألف فدان باستثمارات2 مليار جنيه مما يوفر فرص عمل تصل لحوالي5 آلاف شاب حيث سيبدأ انتاجه من الطاقة الكهربائية خلال عام والتي سيتم ضخها علي الشبكة القومية بوزارة الكهرباء, موضحا ان هناك أيضا25 مستثمرا تقدموا لتنفيذ مشروعات لاستثمار الاحتياطيات الهائلة من خامات الحديد والفوسفات والذهب وخاصة مع توافر البنية الاساسية من طرق وسكك حديدية وموانئ ومطارات وخدمات وهو الذي يتوازي مع طرح مشروع الامتداد الغربي لمدينة أسوان.