فى أول أيام العيد ووسط زحام محطة الرمل بالإسكندرية، تجمع بعض الشباب حول ثلاث فتيات بنية التحرش، وتوقعت صراخ الفتيات واستنجادهن بالمارة كالعادة، ولكنى رأيت وسمعت صوت صفعة طيرت الشرر من وجه أحد المعاكسين، واكتشفت أن الفاعل هى إحدى الفتيات ردا على محاولة للتحرش.. وأستمر المشهد.. الفتاة تجرى وتصرخ بصوت عال معلنة أنها لن تتركه حتى تأخذ بحق كل بنت حاول التحرش بها، أما المتحرش المذعور ف «فص ملح وداب» فر هاربا ولحق ب شلته وفشلهن محاولتهم للتحرش بالفتيات الجريئات .نفس المشهد شاهدته فى عيد سابق فى مصر الجديدة والبنات يستعطفن المتحرشين بكل حياء وخوف رافضين هذا الفعل الحقير وبعد فشلن فى الاستعطاف الأخلاقى رأيت الدموع تنهمر من أعينهن، وفى لحظات اخترن الحل السهل وهو الهروب بسرعة من أمام هؤلاء الوحوش .مع كل عيد نجد احتياطات أمنية مكثفة ومتطورة ولكن لا يمكن تأمين كل بنات مصر فى وقت واحد، والحل.. دافعى عن شرفك ، كيانك .. اضربى .. اصرخى .. استغيثى بأولاد البلد فى الشارع وهم كثيرون .. أفعلى أى شيء ولكن لا تستسلمى .. فالاستسلام معناه الانكسار والذل أمام حيوان لا يعرف أخلاق أو رجولة أو شهامة، وتعلمنا منذ الصغر عندما يهاجمك كلب لا تخف وتجرى أمامه فسيجرى وراءك بعد أن يشم رائحة الادرينالين التى يفرزها الجسم لحظة الخوف، ولكن كن متماسكا ولو هاجمك أضربه فيخاف ويجرى منك .أما الحكومة فيجب أن يكون لها دور بخلاف الجانب الأمنى فغالبية المتحرشين من طلبة المدارس ولذا يمكن عقاب الطالب المتحرش بوضع صورته فى لوحة المدرسة ووصفة بالمتحرش أو فصله من المدرسة لعام دراسى كامل فعندئذ سيعرف الأهل والأصدقاء والشارع الذى يقيم به فعلته الدنيئة وسيظل موصوما بها طوال عمره فهو من وضع نفسه فى هذا الموقف المهين . لمزيد من مقالات عادل صبري