عندما جرى الاعلان عن صفقة عودة النجم الايفوارى ديديه دروجبا الى صفوف فريق تشيلسى الانجليزى من جديد , عادت عجلة الزمان الى الوراء قليلا محملة بالسؤال المعتاد حول »جدوى عودة الطيور المهاجرة إلى عشها مرة اخري« , خاصة ان الساحة المصرية كانت على موعد مع هذه الظاهرة على فترات , ولعل احدثها استعادة الاهلى لخدمات قائده حسام غالى ونهاية مشواره فى صفوف فريق ليرس البلجيكي. ويبدو ان »التفتيش فى الدفاتر القديمة« يمثل طوق النجاة للكثير من المدربين , لاسيما فى ظل سعيهم الدائم للبحث عن شماعة لتبرير الاخفاق, وان كانت المشكلة تكمن فى ان هذه الاسماء ربما تحترق فى حالة عدم نجاحها. وتكشف اوراق التاريخ أن الاهلى كان صاحب السبق فى هذه الظاهرة ,فقد كان صالح سليم من أوائل اللاعبين الذين احترفوا بالخارج رغم أن حسين حجازى ومحمد لطيف خاضا التجربة قبله، إلا أنها كانت لظروف الدراسة بالخارج ولكن نجم الأهلى القديم تلقى عرضاً للاحتراف فى صفوف نادى جراتس النمساوى بعد أن ذاع صيته وبالفعل قرر المايسترو خوض تجربة الاحتراف فى أوروبا عام 1963.. ولكنه لم يستمر أكثر من أربعة شهور بعد أن وجد صعوبة فى التأقلم مع الحياة فى أوروبا فى ذلك الوقت رغم أنه قدم مباريات قوية مع ناديه وأحرز ستة أهداف فى مباراة واحدة بالدورى حتى أطلقت عليه الجماهير النمساوية لقب الفرعون المصري. المشهد تكرر ولكن بشكل مختلف مع التوأم حسام وابراهيم حسن بعد احترافهما فى باوك اليونانى ثم نيوشاتيل السويسرى اوائل التسعينات من القرن الماضى , فعلى الرغم من تألقهما بصورة ملحوظة فى الملاعب الاوروبية , ونجح حسام فى ان يضع بصمته على مشوار ناديه فى دورى ابطال اوروبا , وجهت اليهم ادارة النادى نداءا بالعودة الى مصر لانقاذ الاهلى من كبوته , حيث استجاب لهما التؤأم بينما تمسك هانى رمزى بالاستمرار فى مسيرته الاحترافية. وكانت تجربة عودة الثنائى الى القلعة الحمراء مثمرة الى حد كبير , فقد استفاق الفريق واستعاد الكثير من التوازن على المستوى المحلى ثم القارى , لاسيما أنه تدعيم الصفوف بعدد من اللاعبين المميزين خلال هذه الفترة بعد ان فطنت الادارة الى ضرورة تجديد الفريق الذى تجمد لسنوات كانت سببا فى ضياع الكثير من البطولات. وتبدو عودة الثنائى احمد حسام ميدو وعمرو زكى الى الزمالك منذ عدة مواسم بعد تجربة احتراف الاول فى عدة دوريات اوروبية اخرها ميدلسبرة , والثانى فى ويجان ليست مثمرة بنفس الدرجة , على الرغم من الضجة التى صاحبت ذلك سواء من داخل النادى أو فى وسائل الاعلام , فلم يكن لأى منهما مردود ايجابى أو بصمة واضحة على الاداء والنتائج وشعرت الجماهير ان وجودهما مثل عدمه. ويترقب الجميع مدى جدوى عودة الثنائى غالى واحمد فتحى لصفوف الاهلى , فالاول جاء بعد انتهاء مشواره فى ليرس ليقود الفريق من جديد وسط تساؤلات حول قيمة الصفقة , لاسيما ان هناك اسماء اخرى يمكن ان تقوم بدوره دون مشاكل , والثانى لا يزال يماطل هنا وهناك بعد اخفاق تجربته فى ارسنال الانجليزى , وان كانت الخيارات المتاحة ربما تجعله يعيد النظر مرة اخرى فى مسألة تجديد التعاقد معه. ويختلف الوضع نسبيا لاستعادة تشيلسى الانجليزى لخدمات الفيل الايفوارى دروجبا , فالمدير الفنى البرتغالى جوزيه مورينيو يراهن على امكانيات نجمه المفضل فى اعادة الحياة للهجوم بعد رحيل الكاميرونى صامويل ايتو , لاسيما بعد المستوى المتميز له فى الموسم الماضى للدورى التركى , وبالطبع فان مسئولى النادى اللندنى لا يتركون شيئا للصدفة فالمتابعة الدقيقة لقائد الافيال واستشعار قدرته على العطاء بعيدا عن المجاملات كانت وراء التفكير فى استعادته مرة اخرى , لان سقف الطموحات للجماهير عاليا بعد الاخفاق فى الموسم الماضى محليا واوروبيا.