هدد موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلى أمس، بتوسيع نطاق العمليات البرية فى قطاع غزة، بينما دعا مؤتمر دولى فى باريس إسرائيل وحركة حماس، إلى الموافقة على تمديد الهدنة الإنسانية ومدتها 12 ساعة. وصرح يعالون خلال تفقده إحدى بطاريات منظومة القبة الحديدية، بأن حماس سوف تدفع الثمن باهظا للغاية جراء قصفها الصاروخى لأراضى إسرائيل، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسئول عسكرى قوله، إن الجيش الإسرائيلى سوف يواصل نسف الأنفاق خلال مدة الهدنة، وأوضح المصدر أن الوحدات البرية نسفت 15 نفقا من بين 31 تم اكتشافها حتى أمس الأول. وكانت إسرائيل وحماس قد وافقتا على هدنة مدتها 12 ساعة، للسماح لأطقم الإسعاف بإخلاء الجثث والجرحى من المناطق المدمرة. وقبل ساعات من سريان إتفاق للهدنة، نفذت إسرائيل مجزرة وحشية جديدة فى إحدى بلدات قطاع غزة، بقصف منزل من أربعة طوابق فجرا، مما أدى إلى استشهاد 20 شخصا من أسرة واحدة، وارتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على القطاع إلى ألف شهيد حتى منتصف نهار أمس، بينما زاد عدد الجرحى إلى أكثر من ستة آلاف، وفى المقابل، اعترف الجيش الإسرائيلى بمقتل 37 من جنوده. وفى باريس، عقد وزراء خارجية الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا اجتماعا، بمشاركة مفوضة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وممثلين عن إيطاليا وتركيا وقطر، وأطلق عليه اسم «الاجتماع الدولى لدعم وقف إطلاق النار الإنسانى فى غزة»، وانتهى المؤتمر بإصدار بيان يدعو إلى تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس حماية لأرواح المدنيين، كما أكد دعم المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى القطاع ولم يشارك فى اجتماع باريس ممثلون عن مصر وإسرائيل والفلسطينيين. وبالتزامن مع اجتماع باريس، تواصلت المشاورات الدبلوماسية المكثفة فى القاهرة، حيث التقى سامح شكرى وزير الخارجية نظيره الإسبانى وبحثا سبل احتواء الأزمة، كما أجرى شكرى اتصالات مع نظيره الأردنى ناصر جودة.
تعليق الاهرام ماخرج به وزراء خارجية الدول السبع التي اجتمعت في باريس أمس لم يكن مفاجئا إلا أنه أثبت بما لايدع مجالا للشك أن هناك سيناريو مرسوم تسير عليه بعض العواصم التي يتشدق قادتها بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني بينما الممارسة الحقيقية تكشف عن مفارقات مؤلمة في توجهات دول بعينها في المنطقة في غياب المشاركة المصرية, وقف وزراء خارجية تلك الدول وراء وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي قال "نريد جميعا التوصل بالسرعة الممكنة إلي وقف دائم لإطلاق النار يلبي متطلبات إسرائيل الأمنية ومتطلبات الفلسطينيين للتنمية الاجتماعية والاقتصادية", لقد وضع هؤلاء المزايدون علي مصر أمن إسرائيل في كفة ومتطلبات التنمية الاقتصادية للفلسطينيين في كفة أخري ولم ينطق أحد منهم بكلمة عن أمن الفلسطينيين " الذين تكبدوا قرابة الألف شهيد في العدوان الأخير.. ولطالما حذرت مصر من وضع طرفي الصراع علي قدم المساواة ووضع الجاني في خانة واحدة مع الضحية, بل يحول هؤلاء القضية من أرض وشعب إلي قضية "معابر" وحفنة من المال. وتلك التصرفات تبعدنا عن الحل الشامل والذي يشمل من وجهة نظر مصر بحث مستقبل الدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير وللأسف لم نسمع, في المؤتمر الصحفي أمس, من وزيري خارجية قطر وتركيا أي كلام عن حقوق الشعب الفلسطيني ولكنهم أقروا, للأسف, أن أمن إسرائيل أولوية (لدي الجميع)!