ستة أشهر قضتها الفنانة التشكيلية مها منيب وأعضاء فريقها فى قرى محافظة أسوان تبحث وتنقب عن كنوز الستات.. تبحث عن الجواهر المخبأة فى صدور نساء قبيلة الجعافرة حتى انتقت منها 160 جوهرة قيمة تضاف الى التراث العالمى وتضع حجر الأساس فى مشروع كبير لتوثيق أغانى النساء فى قرى الصعيد. مها إنتبهت ومعها أعضاء فريقها إلى أن أغانى النساء فى الصعيد مهددة بالضياع لأن الأجيال الجديدة لا تحفظها ولا تقبل عليها مما يهدد باندثار هذا التراث المصرى الرائع. تقول مها إن نساء الجعافرة جلساتهن غناء، فكلما تحدثت المرأة تكلمت غناء، وكل مناسبة لها أغانيها وكل ما له علاقة بالمشاعر والأحاسيس له أغنيات.. الأفراح لها أغانى خاصة تبدأ من بداية عرض الزواج وحتى الزفاف وكذلك المواعيد واستقبال الحجاج وهناك فن خاص فى الجعافرة هو العديد أو "الندب" وهو الغناء الحزين ولأنه من الصعب بل والمستحيل ان تحترف امرأة الغناء لتصبح مغنية فان "قعدة الستات" هى الونسة وتكون بالغناء حيث تجتمع النساء فيما بينهن ويغنين معا.. فالغناء بالنسبة لهن أسلوب حياة. واجهت مها صعوبة كبيرة فى البداية فى اقناع النساء بالغناء على مرأى منها "فلا يغنينها أمام الأغراب" ولهذا كان أغلب فريقها من أهل أسوان، لسهولة دخول البيوت وإقناع النساء وخاصة كبيرات السن بالغناء أمام الكاميرات، كما تم تدريب أعضاء الفريق على العادات والتقاليد وطبيعة المجتمع هناك، وكيفية التعامل مع النساء ولمدة ستة أشهر تجولت مها وفريقها فى 12 قرية أسوانية هى "سلوى والحجندية وبانبان والخطارة والمنصورية" قبلى وبحرى وادفو وعلم الدين ومركز أسوان ودراو والعقبة والجعافرة. وجمعت 160 أغنية أغلبها أغان أفراح لتكون البداية لأرشيف الكترونى كبيرة بدعم من مؤسسة "أضف" للتعبير الرقمى العربي, سيتم رفع الأغانى على شبكة الانترنت مع أفلام فيديو من القرى التى تمت زيارتها ومعلومات شارحة عن كل قرية وكلمات الأغنية وشرح لها, فيما بعد تستكمل مها رحلتها لبقية قرى الصعيد انطلاقا من أسوان تم تجميع كنوز النساء فى أرشيف خاص وإتاحته للنساء فى جميع بلدان العالم.