منذ أطلقت فتياتنا ونسائنا هذا الشعار والمجتمع كله قد تغير ، وكيف لا والمرأة نصف المجتمع والنصف الأخر تقوم هى أيضا بتربيته ، نرجع لموضوعنا طبعا طوال رمضان وأنا أفكر كلما وقعت عينى على فتاة أو سيدة تدخن الشيشة فى أحدى الكافيهات -التى أنتشرت فى البلد مثل الفيروس – أفكر كيف قبلت على نفسها أن تخلط أنوثتها برجولة فجة فى هذا المشهد الغريب . طبعا من حق أى أنسان أن يفعل مايحلو له مالم يضر الأخرين طبقا لمقولة " أنت حر مالم تضر " . لكن مشهد المرأة المدخنة أرتبط فى أذهاننا كمصريين بصورة الفنانة الراحلة " نجمة إبراهيم " وهى تدخن الشيشة فى أحد أفلامها الذى كانت تجسد فيه دور زعيمة عصابة تقوم بخطف الأطفال الصغار ثم تحدث فى أجسادهم " عاهة " أى تشوه أجسادهم ليتسولوا لحسابها فى الشوارع ، وبالطبع أمرأة كالتى تجسدها الفنانة كان يجب أن تتشبه بالرجال حتى تستطيع أن تقنع من حولها بأنها قوية وقادرة على السيطرة والتحكم فى عصابة من الرجال ، ولهذا لجأت لتدخين الشيشة فى حين أنهم يدخنون فقط السجائر . الأن نجد فتايات ونساء غاية فى الجمال والأناقة لكن للأسف ما يشوه أنوثتهن هو ذلك الدخان الذى يخرج من أفواههن كأعتى الرجال المدخنين ، أما الأكثر غرابة هو أن تجد رجالهن جالسين بجوارهن بلا أدنى أنزعاج . لن أحمل مدخنات الشيشة مسئولية تغيير قيم كثيرة فى مجتمعنا ، لكن على الأرجح هم يتحملن أهم جزء تغير فيه وهو أختلاط الرجولة بالأنوثة فى عيوننا ، وعلى رأى الفنان الجميل عادل أمام " كأن الواحد شارب ثانى أكسيد المنجنيز ". وقد يظن البعض أن تلك ظاهرة بلا أى ضرر لكن ضررها الحقيقى ليس فى مظهرها المؤذى ، إنما فى مضمونها الذى يوحى لنا بان حرية المرأة فى مجتمعنا قد بلغت حدود لا تليق بها كأنثى مكرمة من الله برسالتها العظيمة ، وأن سلطة الرجل لم تهتز فقط بل تزلزلت حين جلس بجوار زوجته أو أخته أو حبيبته ليشاهدها وهى تنافسه فى أشد سمة كانت تخصه وحده . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل