يقول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن أولي الأرحام هم من يحرم بينك وبينهم الزواج، وأن القرآن الكريم كثيرا ما يتحدث عن بر ذوي القربى بعد الأمر بالإحسان إلى الوالدين، قال تعالى: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ» «البقرة: 83»، فالأمر بعبادة الله، أعقبه الأمر بالإحسان إلى الوالدين، ثم ذوي القربى، ثم بعد ذلك اليتامى والمساكين وابن السبيل، ودخول ذوي القربى في هذه الأوامر القرآنية يدل على عظم صلة الرحم وأهميتها، وعمدة الآيات التي تقرن الأمر بالإحسان بذوي القربى «صلة الرحم» بالأمر بالإحسان إلى الوالدين، قوله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا» «الإسراء: 23»، فهذا الربط بين عبادة الله والنهي عن الشرك، وبين البر بالوالدين وبين الإحسان إلى ذوي القربى واليتامى والمساكين، يدل على أن منظومة الإيمان هي منظومة واحدة، وأن الذي لا يبرُ والديه، ولا يحسن إلى ذوي رحمه ولا يعطف على اليتامى والمساكين، كأنه خارجٌ عن منظومة الإيمان بالله سبحانه. وأشار فضيلته إلى أن تقصير معظم الناس في السؤال عن ذوي القربى إثم ومعصية، فأوامر القرآن الكريم صريحة في النص على الإحسان إليهم، والسؤال عليهم، مؤكدا أن المسلم إذا كان يستطيع أن يقوم بالزيارة، ولديه الوقت، فلابد من الزيارة، وإذا كان مشغولا معظم وقته أو يسكن في مكان بعيد، فمن الممكن أن تقوم طرق التواصل الحديثة مقام الزيارة.