حاولنا أن نستطلع ما كان يدور في أذهان المراسلين الأجانب ليلة تنحي الرئيس السابق, تلك الليلة التاريخية التي عاشتها مصر محبطة إثر الخطاب الشهير الذي تمسك فيه المخلوع بالكرسي ورفض الرضوخ لمطالب الملايين في ميدان التحرير. وسألناهم عن السيناريوهات التي كانت تدور في أذهانهم عما يمكن أن تصل إليه الأمور في مصر, خاصة أنهم عايشوا أيام الثورة الثمانية عشرة بحلوها ومرها وأصبحت لديهم رؤية للأوضاع في مصر. كما سألناهم أيضا مالذي كانوا يتوقعونه أن يحدث في مصر بعد أن قرر مبارك التنحي وهل توقعاتهم كانت في محلها أم لا ؟. مراسل دير شبيجل الألمانية ورئيس جمعية المراسلين الأجانب قال فولكهارد فيندفور إنه لم يكن متأكدا من إمكانية تنحي مبارك ولكن تجاربه في التغطية الصحفية لثورات في تونس وإيران وألمانيا جعلته يتوقع أن يقدم مبارك علي تلك الخطوة. وأضاف أن الأعداد الضخمة التي كانت في التحرير كانت تؤكد أنه لامجال للمناورة أمام مبارك. وأشار إلي أنه كان يتوقع أن يتم التنحي خلال شهر مثلا لأن أعداد المتظاهرين كانت تزيد يوما بعد الآخر والحركة كانت في ذروتها. وأضاف أنه لاحظ أيضا التزام الجيش عدم التعرض للمتظاهرين وأن القضية كلها أصبحت كيفية إخراج مبارك من الحكم. وأكد أن المعلومات التي توافرت لديه أن مبارك كان في حالة عصبية صعبة وأن صحته لم تساعده لإلقاء بيان التنحي بنفسه. أما بعد أن تنحي, فقال فولكهارد إنه تصور أن تتم العملية الانتقالية بجدول زمني في مواعيد قريبة وأن تنتهي العملية الانتقالية برمتها خلال ستة أشهر. وأكد أنه من الواضح أن طول العملية الانتقالية جاء بسبب خلافات أصحاب القرار الجدد وأن هذا شئ طبيعي. وقال إنه من الواضح أن لواءات الجيش فوجئوا بالمسئولية وبدخولهم في السياسة. وأكد أنه لم يفاجأ بموقف الجيش المؤيد للثورة فقد كانت كل المؤشرات تقول إنه لن يقبل بجمال مبارك رئيسا لمصر. وقال إن هذا يفسر سرعة انتشار القوات المسلحة في المدن خلال أيام الثورة الأولي ولكن للأسف ظهر جليا عدم وجود أي تنسيق أو اتفاق أو بين الداخلية والقوات المسلحة. وقال إن المشكلات الحالية التي تواجهها مصر لن تنتهي إلا حينما ينتهي نهائيا نفوذ معتقلي طرة وأعوانهم في الخارج. وأكد أن هذا الأمر ليس سهلا وسيأخذ وقتا. وأضاف أن هناك مسئولين في وزارة الداخلية مازالت لديهم علاقات بجماعة طرة. وأشار أنه رغم ذلك فسيفشلوا في نهاية الأمر وأنهم يحاولون حاليا التأثير في انتخاب الرئيس المقبل. وأوضح أنه رغم هذا كله يمكن أن يؤكد أن الثورة حققت80% من النجاح علي مستوي أصحاب القرار. وحول ما تحتاجه مصر حاليا لتهدئة الأوضاع, قال إن مصر تحتاج لمحاكمات سريعة وناجزة لرموز النظام السابق وأن تكون الأحكام نهائية دون استئناف لإرضاء جماهير الشعب. وأضاف أنه لابد من الإفراج عن جميع المعتقلين الذين الذين تم اعتقالهم خلال الفترة القصيرة الماضية دون وجه حق, كما لابد من الاهتمام وعلي وجه السرعة بتحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر. وأعرب عن خشيته من أن الأحوال الاقتصادية يمكن أن تتردي بسرعة كبيرة لأن المساعدات الخارجية ستتأخر, وبالتالي فلابد علي الأقل من الحفاظ علي مستوي المعيشة الحالي. وأكد أن الأمور تتطلب اختصار المرحة الانتقالية بأقصي سرعة لأن ذلك يؤدي إلي تقليل الإضطرابات, كما لابد من مراجعة سريعة للوضع السياسي في مصر. مراسلة كريستيان ساينس مونيتور السابقة أكدت سارة جاوتش مراسلة كريستيان ساينس مونيتور السابقة أنها شعرت بالإحباط ليلة التنحي بعد أن كانت تتوقع مغاردة مبارك لموقعه في تلك الليلة. وقالت إنها تصورت أن مبارك من الممكن أن يظل في الحكم لأن الحياة في مصر تشبه أفلام هوليود ولكن في تلك الأفلام الخير دائما ينتصر أما في مصر فالشر يمكن أن ينتصر وقالت إنها خشيت أن تنتهي المعجزة التي أحدثتها أيام الثورة. أما بعد التنحي, فقالت إنها توقعت أن تكون العملية الانتقالية أسهل من ذلك وليس بهذا السوء. وقالت إن مستوي العنف تصاعد في مصر خلال الآونة وأنه ليس من الضروري أن يموت كثيرون بهذا الشكل حتي تتحق الديمقراطية كما أنه ليس من المطلوب أن نعود للأساليب القديمة في التعامل مع المشكلات. وطالبت بضرورة تعديل أسلوب تعامل الشرطة مع المواطنين ومشاركة المدنيين بصورة أكبر في صنع القرار. وقالت إن مشكلة المجلس العسكري أنه لا يستمع لأحد. وقالت إن الشعب المصري سيستمر في نضاله حتي تتحقق مطالبه وأنه في نهاية المطاف سيكون لدي مصر حكومة مدنية ديمقراطية ولكن علينا أن ننسي الفترة الماضية حتي يمكننا الاستمرار. مراسلة زد إن إن السويسرية أكدت كريستيان برجمان مرسلة صحيفة زد إن إن السويسرية أنها لم تكن تتوقع أن يغادر مبارك منصبه بهذه السرعة أنه من الواضح أنه تعرض لضغوط شديدة من الجيش. وقالت إن مغادرة مبارك للسلطة جعلها تشعر أنها الخطوة الأولي وليست الأخيرة وان مصر تحتاج لمزيد من الخطوات وقالت إن المعركة من أجل إحلال الديمقراطية في مصر مازالت طويلة. وطالبت بضرورة أن يتم الحكم علي مبارك بفترة سجن طويلة. وقالت إن كل فرد في الشعب المصري يحتاج أن يغير من نفسه ولابد من العدالة الاجتماعية التي لم تنفذ حتي الآن. مراسل وكالة نوفوسيتي الروسية للأنباء أكد نديم زواوي مراسل وكالة نوفوسيتي الروسية للأنباء أنه توقع أن يستمر مبارك في الحكم لستة أشهر أخري يعيش فيها معزولا في شرم الشيخ. وقال إنه توقع اتخاذ قرارات حاسمة فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي في مصر ولكن هذا لم يحدث فلم يشعر الناس بأي تحسن. كما توقع أن يري وجوها جديدة في الحكومة التي تشكلت خلال الثورة ولكن هذا لم يحدث. وقال إن آخر يوم في حكم مبارك كان فوضويا وصار واضحا أن مبارك لم يعد يسيطر علي الأمور ولكنه لم يتوقع التنحي. وأضاف أنه توقع أن يظل مبارك في السلطة حتي لايصبح هناك فراغ دستوري ولكن اجتماع المجلس العسكري في غياب مبارك جعل الجميع يشك في أن هناك خلافا بين الرئاسة والجيش. وأشار إلي أنه توقع أن تجري انتخابات رئاسية في مصر خلال ستة أشهر ولكن الشعب قال كلمته وطلب الرحيل الفوري. وقال إنه ربما لو ظل مبارك رئيسا من شرم الشيخ لكان من الممكن أن يؤدي ذلك إلي مزيد من الاضطرابات إلا أن تنحيه كان مفاجأة والغرابة أنه لم يعلن تنحيه بنفسه برغم أنه أهم قرار في حياته ولكن يبدو أن التاريخ سيكشف لنا عن أشياء كثيرة لانعرفها. وبعد التنحي, قال إن الجيش أظهر أنه كان جاهزا للمرحلة الأولي فأخذ قرارات حاسمة مثل حل البرلمان وتعليق الدستور وانتشر بسرعة ولكن مع مرور الوقت تبين أن الوضع أصعب بكثير مما كنا نتصور, فالوضع الأمني غير مستقر بعد أن فتحت السجون وهرب المساجين وبالتالي كان من الصعب إدارة البلاد في ظل هذا الانفلات الأمني. أما الوضع الاقتصادي فلاحظنا أنه تدهور بسرعة كبيرة وكل هذا جعل المرحلة الانتقالية تطول. وتوقع أن تستقر الأمور في مصر مع إجراء الانتخابات الرئاسية وإن كان البرلمان ليس علي مستوي الحدث ولابد أن يكون له رؤية شاملة وليس رؤية حزبية ضيقة. وأكد أن الرهان الأكبر علي الشعب المصري واعتقد أنه في المستقبل القريب سنري مفاجآت إيجابية مثل عودة الأمن والسياحة وعودة الدور الريادي لمصر فالكل يفتقد دور مصر, فغياب مصر عن دورها الريادي يؤثر بالسلب في بلدان أخري فمثلا لو لم تكن مصر منشغلة في مشاكلها لما وصلت الأمور في سوريا لهذا الحد. وأعتقد أن مصر ستعود لدورها الريادي مع انتخاب رئيس جديد. مراسل شبكة تي بي إس اليابانية قال أسامة حمزة مراسل تي بي إس اليابانية أنه كان مطمئنا إلي أن مبارك سيتنحي في نهاية المطاف مع دخول الجيش طرفا في الموضوع مع وضوح التلاحم الكبير بين الجيش والشعب. وقال إنه توقع نقل السلطة لجهة معينة ولكن لم يكن يعرف ما هي ؟. وأضاف أنه بعد التنحي كان مؤيدا لسيناريو الاستفتاء الذي أجراه المجلس العسكري. وقال إنه لا يعرف لماذا لا يكون مجلس الشعب بمثابة مجلس تأسيسي لوضع الدستور كما في تونس علي أن ينتهي وجوده بعد صياغة الدستور. وأضاف أنه لاحظ بعد الثورة تفتت الثوار مع عدم وجود قيادة لهم واتخاذهم موقف المعارضة. وقال إن عدم اتفاق الثوار علي وجهة نظر موحدة تصل للمجلس العسكري جعل الإسلاميين يستغلون الفرصة لمصلحتهم. مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أكدت أيفا تادريان راسلة بي بي سي أنها لم تتوقع أن يترك مبارك منصبه يوم11 فبراير كما لم تتوقع أن ينقل السلطة للجيش وإنما توقعت أن ينقلها لحكومة مدنية مؤقتة. وقالت إن الثوار هم الذين صنعوا الثورة وكان لابد أن يكون لهم الكلمة في نقل السلطة. وأكدت أن الجميع في مصر بعد الثورة ارتكبوا أخطاء السياسيين والثوار والمجلس العسكري. وقالت إنه كان من الأفضل أن يتم تشكيل حكومة مؤقتة تتولي صياغة الدستور ومن ثم انتخابات برلمانية ثم انتخابات رئاسية. وتعجبت علي أي أساس تم انتخاب البرلمان ولا يوجد دستور. وقالت إن الاستفتاء الذي جري كان أول أخطاء الثورة لأنه تضمن ما عرضه مبارك في خطاباته خلال الثورة.