المظهر الواثق «المرتاح» الذى ظهر عليه أبو بكر البغدادى الذى يطلق عليه أتباعه من «تتار العصر «أمير المؤمنين ل «الدولة الإسلامية», خلال ظهوره الأول مؤخرا فى خطبة بالمسجد الكبير بمدينة الموصل العراقية، يعكس سيطرة تنظيم «داعش» على الأراضى التى يهيمن عليها فى سورياوالعراق وأنه ينفذ المخطط الذى أنشئ من أجله باقتدار ونجاح ! عملية قطع أوصال العراقوسوريا القائمة حاليا تحت سمع وبصر العالم، وأولهم أخوة العروبة والدم، لا تنفى إدراك الجميع للمتغيرات الإقليمية الراهنة ولكن تختلف وجهة نظر كل منهم فى طريقة قراءة هذا الخطر ونزع فتيله . فهناك اتفاق دولى على رفض الإرهاب الذى تقوم به «داعش» لكن تختلف رؤية كل دولة لأسلوب الرد، وهو وضع كارثى قادت إليه طريقة خلط الأوراق التى انتهجتها القوى اللاعبة, فهناك اتفاق على رفض النظامين القائمين فى دمشق وبغداد وقد تلطخا بدماء الطائفية، لكن بعض الدول العربية تفرق مثلا بين الجيش السورى الحر المعارض وكل من «داعش» و«جبهة النصرة»، رغم أن الثلاثة ضد نظام الأسد! وتتبنى الولاياتالمتحدة وبعض القوى الغربية طرح دعم المالكى والإبقاء على الأسد «مهزوما»، وبالتالى التفاهم مع حليفتهما إيران لتعزيز المواجهة مع الجماعات الإرهابية, على الجانب الآخر لا يستطيع الغرب تجاهل دعوات عربية وخليجية لإحداث تغيير يفرض بالقوة نظامين مركزيين قويين جديدين فى العراقوسوريا بدونهما لا انتصار على «تتار العصر» والخضوع لمذلة التقسيم، على أن يكون محور هذا التغيير دعم القوى السنية فى المواجهة مع الإرهاب . ودون فك هذا الخلط فى الأوراق سريعا لن يمر وقت طويل حتى نستيقظ على وجود قوات القاعدة والتنظيمات المرتبطة بها على حدود السعودية والكويت والأردن، تمهيدا لابتلاع بقية المنطقة، وسيكون الاستفتاء المزمع لإقامة الدولة الكردية طلقة البداية لمؤامرة التقسيم التى يسعد من يتاجرون بالدين بالمشاركة فيها ! لمزيد من مقالات شريف عابدين