"لقد ابتليت بهذا الأمر العظيم، لقد ابتليت بهذه الأمانة، أمانة ثقيلة، فوليت عليكم ولست بخيركم ولا أفضل منكم، فان رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فانصحوني وسددوني، وأطيعوني ما أطعت الله فيكم" هذه الخطبة لم يقلها أبو بكر الصديق أو عمر بن الخطاب أو أحد الخلفاء الراشدين بل هو أبو بكر البغدادي زعيم داعش ويلقب بأبي دعاء والذي أطلق علي نفسه اسم "الخليفة إبراهيم" ونصب نفسه خليفة علي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها دون بيعة أو حتى سابق معرفة بينه وبين أمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم . بداية خطابه كانت "أطيعوني" فهي الكلمة السحرية والتي تستخدمها كل الجماعات الإرهابية حاليا وهي السمع والطاعة لتحقيق أهداف هذه الجماعات دون نقاش فالحوار سينعش عقول الناس ويجعلهم يفكرون ويميزون بين الحق والباطل ولكن هم يريدون عقولا صماء لا تفكر بل تسمع وتطيع ثم تقتل ونحرق وتغتصب وتقوم بعمل كل شيء رفضه وحرمه الإسلام . داعش هي التطور الطبيعي لغزو التتار للمنطقة العربية والحريري هو النسخة الجديدة من هولاكو وجنكيز خان ولكن تختلف عنهم في أنهم يدعون انتماؤهم للدين الإسلامي وهو منهم برئ نفس أسلوب الغزو الذي أتبعه التتار وهو دخول كبري الدول الإسلامية العراق ثم حرق ونهب وقتل كل من يقابلهم ويدخلون مقدمين أيديهم مخادعين الشعوب ولكن ما تكاد تمد يدك لهم حتى يقطعوها بل قد يقتلوك أنت وكل من صدق نواياهم الخبيثة وتعاون معهم . التتار الجدد "داعش" يعرفون جيدا أن الدين هو الكلمة السحرية لتوحيد الشعوب وهو من وحد المسلمون ضد غزو التتار لذلك تنكروا ولبسوا لباس الدين ليشيعوا الفتنة بين المسلمين بين مؤيد ومعارض لهم . التتار الجدد "داعش" لو تركناهم ووقفنا نشاهدهم مستخفين بهم سنجدهم في خلال سنوات قليلة قد دخلوا معظم الدول العربية مثلما فعل التتار فقد دخلوا كل المنطقة العربية ولكنهم تحطموا علي صخرة قطز وبيبرس في مصر ، فهذا الغزو وإعلان الخلافة الإسلامية بين عشية وضحاها يستلزم اجتماع طارئ بجد للدول العربية ليس لإعلان حرب علي داعش فهذا ما يريدون لإنهاك قوة الجيوش العربية بل تهديد شديد اللهجة بقطع العلاقات أي كانت مع الدول التي تدعم هذه الجماعة وتحديدا أمريكا والتي أفسحت لها المجال لدخول العراق وعندما حانت ساعة الجد لتتدخل وتطردها من شمال العراق ظهرت النذالة الأمريكية وتركت الكرة في ملعب الشعب العراق والذي تعرض للتدمير الأمريكي لسنوات عديدة . البيت الأبيض يدعم داعش فهي "النيولوك" الأمريكي الجديد لتنظيم القاعدة وله كل الأسلحة والخبرات والخطط التي تقويه وتؤيده ولولا ذلك ما كانت لهم القدرة علي احتلال شمال العراق وإعلان الخلافة فيه . رد الفعل العربي رسميا ليس له أي وجود أما علي مستوي الشعوب فهي عبارة عن نكات و"أفيهات" تسخر من داعش وخلافتها ، ولكن هذه الجماعة تكبر وتزداد خطورتها يوما بعد يوم وستتحول لمارد جديد يدمر كل من حوله ويصعب تفكيكه أو تدميره بعد ذلك أفيقوا أيها العرب قبل أن تتحول نساؤكم لجواري ورجالكم وأطفالكم لعبيد وأسري في "حرملك" للخليفة الجديد أبو دعاء .