رحيل الدكتور المرحوم محمود عزب مستشار شيخ الازهر لشئون الحوار بين الأديان والحضارات ، هذا الإنسان الملم بكيفية الحوار ومد الجسور ، الذى إستطاع أن يؤسس لعلاقات "إسلامية مسيحية " تقوم على توضيح الإسلام الصحيح الوسطي والمنفتح محلياً ودولياً فقد قاد بمحبته وعلمه وأخلاصه حوار بين أتباع الأديان والحضارات منظومة وكان رحيله بمثابة الصدمة والمفاجأة" لنا جميعا ، فانا عن نفسى لم أصدق خبر وفاته ، لسببين اولهما لمعرفتى به والتى جاءت من خلال لقائى به عن طريق الندوات التى تعقدها الهيئة القبطية الانجيلية ووجدته فى هذه اللقاءات يتسم بخفة الدم وجمال الروح والبساطة فكان رحمه الله عندما يتعامل معى بسيطاً جدا لم يشعرنى بانه العالم الكبير اما السبب الثانى فهو الحوار الذى لم يكتمل ففى العام الماضى شاركت ضمن مشروع بيت العائلة فى زيارة لمحافظة الاسكندرية وطلبت منه أن أجرى معه حوارا ولكنه طلب التأجيل ، وذات مرة كنت فى مقابلة مع الأب رفيق جريش وبالصدفه جاءت سيرته وأعلمته بأننى أريد عمل حوار معه ، فطلبه الأب رفيق وحدثه عن رغبتى بالحوار فطلب منه أن أتابع الأمر معه مباشرة. وحاولت ولم أصل لنتيجة حتى قابلته فى لقاء العائلة بالبابا تواضروس بالكاتدرائية وكررت طلبى ووعدنى بموعد قريب ولكن وللآسف رحل العالم الكبير قبل أن اجرى الحوار وبقيت معى الاسئلة الخاصة بالحوار لتكون ذكرى لحوار لم يكتمل. لكنى حقاً كنت أتمنى أن يتم هذا الحوار مع شخصية متفتحة ومثقفة وجميلة مثل الدكتور المرحوم محمود عزب الذى لم نرى شخصية فريدة مثله فقد خسرناه جميعاً وخسره مشروع بيت العائلة الذى كان يسعى دائما للتقدم به نحو الامام حتى تزول الفتن.. رحمه الله [email protected] لمزيد من مقالات شادية يوسف