توافدت المسيرات المحدودة للمشاركة في جمعة الرحيل عقب صلاة الجمعة, فيما غابت معظم القوي السياسية, وأعلن شباب التحرير استمرار الاعتصام وتبني العصيان لتنفيذ مطالب الثورة كاملة, وسرعة تسليم السلطة. كما أعلن عن خروج25 مسيرة للمجلس العسكري, وأنه لن تخرج مسيرة من التحرير حفاظا علي الميدان وأعلن معتصمو التحرير في بيان لهم, المطالب الرئيسية, والتي تضمنت الاستمرار في الاعتصام حتي رحيل العسكري, والقصاص من قتلة الشهداء, والمحاكمات العادلة والناجزة لرموز النظام السابق, وتطهير مؤسسات الدولة, وبالأخص الوزارات السيادية من رموز الفساد, والحرية للمعتقلين السياسيين. كما طالب المتظاهرون أيضا تحديد جدول زمني لانتخابات الرئاسة, ونقل السلطة للمدنيين, ورفض اقتراح فتح باب الترشح, ورفض اعداد الدستور وانتخابات الرئاسة في وجود المجلس العسكري, واصفين اعلان العسكري بفتح باب الترشح في10 مارس بأنه التفاف علي رغبة الشعب المصري. وشملت المطالب أيضا وقف العنف ضد المتظاهرين, واعادة هيكلة وزارة الداخلية, وتقديم الجناة في كل الأحداث الدامية ابتداء من ماسبيرو ومرورا بمحمد محمود وأحداث مجلس الوزراء وانتهاء بموقعة بورسعيد وأحداث وزارة الداخلية. وهتف المتظاهرون يسقط يسقط حكم العسكر, وارحل.. أرحل, وباطل.. باطل, والعديد من الهتافات المنددة بالمجلس العسكري وأسلوب إدارته للمرحلة الانتقالية وعدم استجابته لمطالب الثوار. وتبني التحرير دعاوي العصيان المدني متهما المجلس العسكري بخيانة الأمانة, كما وجهت المنصة الرئيسية اتهاما لوزير الداخلية بأنه أصدر قرارا بالافراج عن الالاف من البلطجية منذ48 ساعة فقط الأمر الذي آثار الميدان, وهتفوا ضد الداخلية مطالبين بضرورة التطهير. وقد أعلنت المنصة أيضا إنطلاق مايقرب من25 مسيرة صوب العباسية والمجلس العسكري, وذلك للمطالبة بتسليم السلطة بشكل فوري. وشددت المنصة أن جميع هذه المسيرات سلمية, حيث إن جميع المتظاهرين ضد الفساد والبلطجية والتخريب.كما انتقد الميدان أيضا البرلمان الحالي وعدم قدرته علي التلبية السريعة لمطالب الثورة, متهمين الأغلبية بالاتفاق مع العسكري. ومن ناحية أخري اتفق عدد من المتظاهرين علي تشكيل مجلس قيادة الثورة مكون من محمد أبو حامد وزياد العليمي وتفويضهم لإدارة المرحلة الانتقالية. ومن جانبه, أكد الشيخ جمعة علي الذي خطب في الميدان أمس, أن الثورة المصرية أمانة حملها المصريون للمجلس العسكري إلا أن المجلس خدع المصريين ولم يقم بتنفيذ مطالب وأهداف الثورة. وأضاف ان خيانته انكشفت حينما وضع مبارك في المستشفي ورموز النظام السابق في سجن طرة, وحاكمهم محاكمة هزلية لا تهدف العدالة, وانما هدفت لتهدئة الرأي العام, مشيرا الي أنه علي المجلس العسكري السعي لمحاكمة مبارك وأعوانه. وشدد علي انه لن يسمح لأحد بالوقيعة بين الجيش والشعب في تفرقة منه بين أسلوب الإدارة التي ينتهجها المجلس العسكري والجيش الوطني الذي هو لكل المصريين, وتبني دعاوي العصيان لتنفيذ مطالب الثورة. اما مظهر شاهين من مسجد عمر مكرم فقد حمل المجلس العسكري مسئولية الدعوة الأخيرة للعصيان المدني لأنه لم يستجب لمطالب الثورة بشكل سريع, بل كل مطلب يطلبه الثوار كان يصوره علي أنه معجزة ويستحيل تنفيذه. وأضاف قائلا: لابد أن تحدث جريمة ويموت شهداء حتي ينفذ المجلس العسكري مطالب الثوار. وحذر مجددا من محاولات الوقيعة بين أبناء الشعب المصري, لأن العملاء يستهدفون لان تقوم حرب أهلية في مصر حتي تسقط الثورة, وهم الذين يعملون علي تشويه الثورة في كل وقت وعبر وسائل الاعلام. وأكد انه مر عام علي الرحيل ولم يتحقق إلا القليل من مطالب الثورة, ولذلك الثورة مستمرة حتي يتحقق كل أهدافها, داعيا الي ضرورة التطهير الشامل لكل مؤسسات الدولة من رءوس الفساد. وانتقد العسكري في تشبثه بانتخابات الشوري معلنا ان نسبة المشاركة في انتخابات الشوري لم تتجاوز ال6% فلماذا التشبث بالشوري؟ ولماذا التأخير في انتخابات الرئاسة؟. ووجه انتقادا لاذعا للبرلمان الحالي وأداء الأغلبية فيه التي تحاول السيطرة علي الاقلية, مؤكدا ان لهم كل الحق في التعبير عن أرائهم وليس معني أنهم أقلية يقهرون بهذا الشكل. كما أكد أن مصر لن تركع لأحد أبدا لا من العرب أو الغرب فمصر لن تتسول من أحد, وأن الموقف العربي من مصر وثورتها موقف مخز يعبر عن مؤامرة لاسقاط مصر, وأقول لهم إن اسقاط مصر هو اسقاط لكل الدول العربية, مؤكدا أن مصر هي درة العرب, وسقوطها يعني سقوط العرب وتاريخهم للأبد. واختتم شاهين خطبته بتوجيه الدعوة للأطباء والمستشفيات بضرورة العمل وعدم دخولهم في العصيان وذلك من أجل أبناء مصر.