بعد أن هدد ب«ثورة« ضد حكومة رئيس الوزراء نواز شريف وحركة طالبان الباكستانية ، هبطت طائرة رجل الدين الباكستانى البارز طاهر القادرى أمس فى مدينة لاهور ، عقب تحويل مسارها من العاصمة إسلام آباد ، لمنع استقبال الآلاف من أنصاره له فى العاصمة لدى وصوله إلى البلاد قادما من كندا. وحولت السلطات الباكستانية مسار الطائرة التى تقل القادرى على متنها إلى مطار لاهور ، بعد أن ظلت تحلق فوق مطار بينظير بوتو الدولى بإسلام آباد لمدة ساعة ونصف الساعة. كما اشتبكت الشرطة مع نحو ألفين من أنصار القادرى ممن ينتمون لجماعة »منهاج القرآن« الصوفية ، وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم من مطار العاصمة ، وتم تطويق الطرق الرئيسية المؤدية للمطار الدولى بحاويات بضائع ، ومنعت خدمات الهاتف المحمول لمنع الاتصالات بين المحتجين الذى ظلوا يرددون هتافات من بينها »الثورة قادمة«. وقال شاب فى العشرينات من عمره بعد تفريق المظاهرة : »كنا نود فقط أن نرحب بزعيمنا سلميا ، ولكن أمطرونا بالغاز المسيل للدموع«. وكان ثمانية أشخاص على الأقل قد قتلوا من بينهم رجل شرطة فى لاهور الأسبوع الماضى فى اشتباكات بين المحتجين والشرطة بسبب القادري. وفى تصريحات له قبل عودته قال القادرى إنه مستعد لقيادة »ثورة« ضد الحكومة ، لكنه أشاد بدور الجيش فى حماية البلاد ، معلنا تأييده للحملة العسكرية ضد حركة طالبان الباكستانية ، التى جاءت على غير رغبة رئيس الوزراء نواز شريف ، من وجهة نظره. وقال القادرى فى كلمة على حسابه على موقع »تويتر« عشية عودته : »أنا قادم لدعم جيشنا الباكستانى فى معركته ضد المتشددين«. وأضاف فى تعليق آخر : »من الواجب الآن على شعب باكستان أن يخرج ويقوم بثورة«. وقال قبل صعوده إلى طائرته فى لندن : »أنا قادم إلى باكستان للقضاء على الإرهاب وتحقيق السلام والديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية للفقراء«. ويعد القادرى المقيم فى كندا من الشخصيات المثيرة للجدل داخل باكستان ، حيث تصدر اسمه عناوين الأخبار العام الماضى عندما قاد مسيرات حاشدة ضد الحكومة السابقة ، كما سبق للقادرى أن أصدر فتوى ضد حركة طالبان الباكستانية. وأثارت عودة القادرى المفاجئة التكهنات حول أن الجيش الذى حكم باكستان لعقود قد يستخدمه كأداة فى إطار جهوده لتهميش الحكومة المدنية ، لاسيما بعد الدور البارز الذى سبق أن لعبه فى دعم قائد الجيش والرئيس السابق برويز مشرف بعد استيلائه على السلطة عام 1999 وإطاحته بشريف ، الذى كان رئيسا للحكومة أيضا فى ذلك الوقت. وكان الجيش الباكستانى قد شن منتصف الشهر الجارى هجوم عسكرى على حركة طالبان الباكستانية ، إثر الهجوم المأساوى الذى استهدف مطار كراتشى ، وأودى بحياة 34شخصا ، مما وضع حد لأشهر من الجهود الدبلوماسية التى خاضتها الحكومة بهدف التوصل إلى اتفاق سلام مع الحركة، التى لم تؤد إلى أى نتيجة.