في الوقت الذي كنا ومازلنا نتعرض للأذى في الشارع ولا نجد ردا ولا نجدة لحماقة من يتحرشون بنا إلا جملة «امشي وعيب انتي بنت»، جاء القانون ليخبرنا أنه من اليوم صار هناك عقاب لكل معتدي سواء لفظا أو فعلا.. وأن بموجب هذا القانون الجديد أصبح الفاعل مجرما فعلاً وقولاً ويُحبس ردا لإعتبار المرأة وحقها وكرامتها.. ستة شهور وغرامة 3 آلاف جنيه.. ولكن هل تكفي تلك العقوبة لما نعانيه من قهر وضرر نفسي من متحرش عابر؟ وهل يكفي لحادثة كتلك التي كانت في ميدان التحرير منذ أيام؟ هل ينتهي التحرش أو يقل بوجود قانون صارم؟ وكيف يُطبق؟ وهل يؤخذ محمل الجد من الشباب والشرطة ؟ وهل يعد قانونا وافيا؟ هل فعلا قانون يجيز إعدامهم هو الحل؟ الفكرة هنا ليست في القانون، الفكرة في كيفية إقناع الأمهات والأباء أنه لم يعد منطقيا أن تداري على ابنتك كأنها المذنبة ومن حق البلد أن ترد لها حقها وليس كما خافت فتاة التحرير على نفسها من الفضيحة وفكرت في سحب المحضر لولا إقناع الضباط لها، ولكن هل ترده الدولة فعلا بهذا القانون؟، هذا هو ماسألته لنفسي بعدما قرأت عن نصوص المواد المعدلة، وهل فعلا سيصدق ضابط الشرطة عندما تلجأ له شابة وتحكي ماتعرضت له؟ وكيف ستدلي بما حدث ولا شاهد يريد مناصفتها خوفا من الدخول في سين وجيم؟ وهل يحمي هذا القانون الشاهد الذي قاده ضميره ليساندها؟ وماذا عن أهل المتحرش وكحالنا دوما عندما يتباكى أهل الجناه للقاضي ووكلاء النيابة لكي يرحموا ابنهم البكر الرشيد من دخوله السجن وهو البرئ الذي لم يفعل شيئا ولكن افترينا فقط عليه!، واننا بسجنه نحرمه من دراسته أو وظيفته أو أي ما كان عليه، أيضمن لي ولها القانون أن يُحبس أمام أعيننا بعيدا عن استجداء أهله؟ وبالإضافة لكل ذلك نظرة المجتمع الذكورية التي ستظل تحاصرنا ما حيينا وتحمّلنا نحن البنات أثام كل شئ خطأ. حتى الاغتصاب دون الطريقة المعروفة التقليدية في عرف القانون لا يعد اغتصاب! يعني هتك العرض بأي ألة حادة أو بأي وسيلة في عرف القانون «ولا حاجة».. ببساطة اكشتفت إن القانون وحده لايكفي، فنحن بحاجة إلى معجزة حقيقية أكبر من القانون..!