يبدو أن المقترح الذي تناولته في مقال سابق، حول ضرورة تشكيل فريق رئاسي يضم المرشح الذي لم يحالفه الحظ، والمستشار عدلي منصور، وعمرو موسىجنباً إلى جنب شخصيات وطنية أخرى، ذهب أدراج الرياح بإعلان المرشح الرئاسي حمدين صباحي عدم تقلده أي موقع تنفيذي في الدولة. لكن ما يحسب لحمدين من خلال قراءتي في مشهد الانتخابات الرئاسية،هو خوضه الانتخابات رغم ترجيح كفة المشير عبدالفتاح السيسي، وعدم تقمصه دور البطولة بالتفكير فيالانسحاب بعد مد فترة التصويت إلى يوم ثالث آنذاك وتشويه صورة الانتخابات، واعترافه كذلك بخسارته قبل إعلان النتيجة رسمياً واحترامه للمرشح المنافس من خلال تهنيئته بالفوز. والواضح من تصريحات صباحي أنه سيعود للنضال والمعارضة مرة أخرى، يدافع عن أهداف ثوتي 25 يناير و30 يونيو ويسعى لإنشاء تيار سياسي أكثر فاعلية على الساحة السياسية يمكن من خلاله خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، مما يحقق التوازن المنشود بتواجد المعارضة داخل البرلمان وتمثيلها تمثيل مشرف. فهناك أسئلة تطرح الآن في الشارع السياسي المصري منها، هل يمكن للأحزاب والقوى السياسية الداعمة لحمدين صباحي الانصهار في بوتقة واحدة تمثل واجهة للمعارضة التي تخدم مصالح الدولة لا الأشخاص وتعكس التعبير عن مطالب الشعب وحقوقه التي طالما ناد بها خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو؟ .. وهل سيكون هناك اندماج لقوى الإسلام السياسي في المعارضة المصرية؟.. وكيف ستخلع أحزاب الإسلام السياسي عباءة الخلفية الدينية وفقا لما حدده الدستور ؟ .. وكيف سيتم ذلك؟. مع اقتراب الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل،المتمثل في الانتخابات البرلمانية تكون الأحزاب والقوى السياسية والثورية في امتحان صعب، يتحتم عليها الاستعداد له بشكل جيد، للحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير وموجهتها 30 يونيو.