للمرة الثانية منح الملايين من المصريين تفويضهم للمشير عبدالفتاح السيسي، وهذه المرة برئاسة مصر وبنسبة 96.6% وبقوة 23.8 مليون صوت، فى عملية لم تكن انتخابات رئاسية بالمعنى التقليدى والمتعارف عليه، قدر ما كانت بهجة وفرحة وطقوس السعادة، بهم اكتسح وفاز القائد القادم من رحم لحظات من أعلى لحظات الخطر وصناعة المصير، وبأعداد غير مسبوقة قاربت مجموع ما اعطوه للرئيس السابق ومنافسه فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 2013، اكتسح وفاز رغم انه لا لص ولا فاسد ولا مذعور وخائف على ما جمع وتربح من فساده، ايضا لا كاره أو حاقد ان يسترد المصريون امنهم وأمن واستقرار بلادهم، ولا واحد من عصابات زراعة الكراهية والفوضى والاتجار بالدم أعطاه صوتا واحدا.. بالاضافة إلى واحد من أخطر ما كشفت عنه وقائع العملية الانتخابية للرئاسة 2012ان الكثير من مفاصل الدولة مازالت بين أيدى الكثير من جماعة الإخوان، وان العديد من مؤسسات الدولة لم تتخذ فيها إجراءات جادة للتنقية ولمنع تمادى مخططات التخريب والتدمير والتى كشفتها بقوة محاولات للعرقلة وتضليل ناسنا البسطاء واستغلال وشراء ظروفهم الصعبة وجمع البطاقات الشخصية ودفع الأموال، بالاضافة إلى ما شاب أعمال اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية من بعض الاضطراب خاصة بالنسبة للموقف من الوافدين والمحاولات المتأخرة للاستجابة إلى نداءاتهم بالمشاركة بالمد ليوم انتخابى ثالث، مما اعطى ذرائع للباحثين عن الدفع بأى تشويه أو اتهامات باطلة أو التقليل من قيمة وحجم ومعانى ما انجز المصريون ونساؤهم قبل رجالهم، وشيوخهم وشبابهم معا، من أسخف المحاولات الآثمة محاولات الدفع والصراع بين الأجيال كأنه لايكفيهم جميع ما فعل المصريون من اشكال للتقسيم والدفع بعوامل الاحتراب والصراع بين أبنائهم خاصة أجيالهم الشابة تحت حكم الجماعة كجزء اساسى من مخططات التفكيك من أجل التمكن والتمكين. ورغم كل شيء استطاع المصريون.. نساؤهم.. ورجالهم وشيوخهم وشبابهم فى 26 و27 و28 مايو 2014 ان ينجزوا ثلاثة أيام فاصلة وحاكمة ومؤكدة عودة السيادة إلى إرادة هذا الشعب، والذى من مخزون الإيمانية والوطنية والتاريخ والحضارة تتفجر طاقات حبه وانتمائه واستنارته وقراءاته الصحيحة للمخاطر التى تتهدد بلاده وحاضره ومستقبله والتى تجلت فى تحديه وإسقاطه لكل ما وضع فى طريق إنجاز المرحلة الثانية، والأخطر من خريطة بناء نطاق الديمقراطية ودولته المدنية الحديثة. تصدر المرأة المصرية المشهد الوطنى صك جديد بضرورة الوفاء باستحقاقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، وصفعة جديدة وإسقاط لدعاوى التخلف التى رفعت عليها، وادعاءات العجز وعدم القدرة، وليتذكر المصريون جميعا ان نجاح الانتخابات الرئاسية بالشكل الذى شهد به اعضاء المنظمات الدولية والإفريقية والعربية التى جاءت لمتابعة الحدث الوطنى الكبير عمادة نجاحه الاساسى كان حشود فتيات ونساء مصر امام لجان الانتخابات.. تحية لهن ولخير اجناد الأرض من جنود وضباط الشرطة والجيش، وللأمناء من قضاة مصر ولكل من أدركوا ما تعنيه المشاركة من فرائض وطنية وإيمانية، ويجب ألا ننسى أبدا ان نسب المشاركات الأعلى والأعظم وصناع الطقوس الأعلى للبهجة والفرحة كانوا من الملايين الأكثر تحملا للألم وللظروف الأقسى والحرمان الأعلى وافتقاد العدالة.. والوعى والحب والانتماء والفداء الذى تجلى ليكشف إدراك ووعى جماهيرى بما تتطلبه الأيام القادمة منهم عملا وإنجازا واتقانا، يجب ان تكون فى مقدمة الرسائل والدعوات التى يحملها إعلام أمين إليهم. بالاضافة إلى ما تفرضه المخاطر المتربصة من الوقوف حراسا وحارسات على ثغور جمع الشمل وتوحيد الصفوف وكشف وإسقاط المؤامرات والفتن والأكاذيب والادعاءات والتهديدات التى يكشف حجم تزايدها وتطاولها وجنونها عن قدر عظمة وقيمة وخطورة ما انجز المصريون فى 26 و27 و28مايو 2014 أملا، وشراء بأصواتهم ومحبتهم الأمان والاطمئنان وقوة واستقرار بلادهم وانطلاق مشروعات وطنية للتنمية والبناء والاستثمار الأعظم والعلمى لثرواتهم الطبيعية والبشرية وإقامة العدل حلم المصريين والمصريات منذ فجر تاريخهم، لذلك فأول الاستحقاقات التى اثق ان الرئيس السيسى بانتمائه الاصيل لآلام أهله وناسه من جميع مكونات النسيج الوطنى للمصريين، يعرف جيدا حجم اشتياقهم للعدالة والانصاف والكرامة وإلغاء جميع اشكال التمييز أخطر معاول الهدم والتفرقة والتقسيم التى صنعت اخطر وأوسع الفجوات والتى يجب البدء بجبرها مع تفكيك شبكات الفساد التى تضرب فى مفاصل المحليات مع إنقاذ مفاصل الدولة من سيطرة وتحكم واستغلال ونهب ونفوذ وقدرات كل من صنع المصريون ثورتهم فى 25 يناير ومدها العظيم فى 30يونيو ليسقطوهم ويتخلصوا منهم. احمال ثقيلة وتحديات اثقل تهون وتسهل باستقواء القائد الأمين بشعبه واستقواء الشعب بابن وقائد ورئيس اعطاه عشرات الملايين هذا الفوز باكتساح، ودعمت تفويضه الرئاسى بمظاهر وطقوس فرحة وبهجة ادهشت من لايعرف طبائع المصريين وأنهم عندما يأمنون ويصدقون ويثقون تتفجر طاقاتهم الكامنة وإبداعاتهم ومن بينها تلك القدرة الهائلة على الاحتفاء بالحياة. فقط رجاء أن تنتبهوا إلى ان كل مذعور أو خائف أو فاسد او ناهب أو متربح بحرام.. كلهم ينضمون الآن إلى جبهات مفتوحة وآثمة لمحاولة عرقلة وإسقاط انجازكم العظيم.. ومخططات الابتزاز لإحياء الماضى تكاد تتوحد مع مخططات وأهداف الفاشلين الذين يعملون بالوكالة لقوى استعمارية وإرهابية وتنظيمات دولية! فلا تتصوروا رغم كل ما قدمتم وبذلتم ودفعتم من اثمان غالية لاستنقاذ بلادكم بدماء وأورواح اغلى ابنائكم ان المهمة انتهت.. أبدا إنها تبدأ الآن.. فقط اختلفت المعطيات اختارته ملايين من شعبه باكتساح. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد