وسط انتظار مصر اسم الرئيس المنتخب الجديد وجدت لزاما على توجيه كلمة شكر للرجل الذى حمل مسئولية البلد فى ظل حالة شديدة من الاضطراب والقلق، المستشار عدلى منصور ، القاضى المحترم الذى شرف منصب الرئاسة كما شرف منصب القضاء. عدلى منصور رجل عرف أبعاد مهمته، وقام بها بمنتهى الوطنية والنبل والاحترام، فى كل مرة تحدث فيها كنا ننصت باهتمام، فقد كانت كلماته ما قل ودل، لم يطلب نجومية، ولم يسع لمنصب، ولم يغره «الكرسي» ، فقد جاء ليخطو بمصر خطوة واسعة نحو المستقبل، وليكون أمينا على البلاد والشعب، ومنفذا لاستحقاقات خريطة الطريق، وصولا لرئيس منتخب، نستكمل معه بقية الطريق. وعلى الرغم من فرحتى الشخصية بالرئيس الجديد الذى ننتظر الإعلان عن اسمه الذى حلمنا به ومعه، إلا أن لحظة الفرح يجب ألا تنسينا كلمة الشكر لرجل قاد مصر بمنتهى التواضع والوطنية والخبرة والحنكة، وهى أشياء ليست غريبة عليه، فمنصبه الرفيع فى القضاء، وانتماؤه لهذه المؤسسة العظيمة التى ساندت مصر منذ ثورة يناير وحتى الآن تؤكد مرة أخرى أن مصر بلد مؤسسات. أتمنى أن تكون أول مهمة للرئيس الجديد هى تكريم المستشار عدلى منصور، لأن الوفاء قيمة توارت للأسف من قاموس حياتنا. جميع التشريعات التى صدرت فى عهد الرئيس عدلى منصور وفى مقدمتها وثيقة الدستور كان لها أهمية كبيرة فى تسيير حياة المصريين وإحداث فارق مهم على المستويين السياسى والإقتصادي. اليوم يرفع عدلى منصور هذه الأمانة الثقيلة عن كتفيه، ويعود لموقعه فى القضاء، وهو منصب رفيع لا يقل أهمية عن أعلى منصب فى الدولة، ولكن قدرات الرجل تؤهله لمزيد من المسئوليات الرفيعة، وهذا حقه علينا، فقد كان وجوده يشعرنا بأننا فى أيد أمينة، وأن منصب الرئيس ليس شاغرا، وأن الدولة موجودة وممثلة برموزها من القمة إلى القاعدة. تحية لرجال الجيش البواسل، وتحية لمؤسسة الشرطة العظيمة، وتحية لرجال القضاء الذين تحملوا الكثير ، وأخيرا تحية لشعب مصر العظيم. لمزيد من مقالات نجلاء ذكري