سيدى الرئيس فى البداية كنت أحب أن أكتب إليك هذه الرسالة أو هذا الطلب والرجاء والنصيحة عن التكنولوجيا على موقعك الشخصي أو بريدك الإلكترونى الخاص بعملك فى الرئاسة .. ثم يأتى إلى الرد من أحد موظفيك .. «استقبلنا رسالتك وسننظر إليها بعين الاعتبار».. وأتمنى أن تفعل هذا عندما تتسلم السلطة. الاهتمام بالتكنولوجيا ليس رفاهية كما يعتقد البعض وليس هو مجرد استقدام واستيراد أحدث أجهزة المحمول.. وليس كما نشر أحد الوزراء أنه استخدم أحدث الأساليب التكنولوجية فى عقد مؤتمر نقاشي بالفيديو كونفرانس مع بعض مديريه فى محافظة أخرى. التكنولوجيا عبارة عن انفاق بضعة ملايين لتدر على الدولة عدة مليارات من الدولارات .. وأبلغ مثال على ذلك هو ما حدث فى إسرائيل.. فلقد اشترت مؤخرا شركة جوجل العالمية تطبيق Waze الإسرائيلي الخاص بالملاحة المرورية الجماعية، بأكثر من مليار دولار (أى ما يعادل 7 مليارات ونصف مليار جنيه مصري) .. كما تم بيع تطبيق إسرائيلي شهير آخر اسمه «فايبر» خاص بالمكالمات المجانية على الإنترنت بنحو 850 مليون دولار لمصلحة شركة يابانية.. والكيان الصهيونى لديه أكثر من 4800 شركة ناشئة فى المجال التقنى.. لذلك التكنولوجيا تحتل المركز الأول فى صادرات إسرائيل.. وجعل من تل أبيب وجهة محببة لكبرى شركات العالم مثل مايكروسوفت وجوجل و موتورولا وإنتل لإنشاء حاضنات الأعمال. كما أن لدى إسرائيل أكبر معدل انتشار للعلماء والمهندسين والتقنيين فى العالم حيث يصل إلى 140 مقابل كل 10 آلاف موظف أما فى الولاياتالمتحدة وصل المعدل إلى 85 وفي اليابان إلى 83. والتكنولوجيا تحتاج إلى زيادة سرعة الإنترنت وتوفيرها بأسعار معقولة بدلا من الأسعار المبالغ فيها حاليا.. والتى تكسب فيها شركات الاتصالات نحو عشرة أضعاف المكسب الحقيقى. وزيادة سرعة الإنترنت وتوفيره بأسعار عادلة قد يحل مشكلة الفقر فى مصر فى أقل من 6 أشهر.. فالتكنولوجيا توفر المعرفة والمعرفة تقضى على الجهل.