لا أدرى لماذا تذكرت الكاتبة الانجليزية إديث سوندروز ، التى أرادت فى ستينيات القرن الماضى أن تضع مخطوطة عن الأديب الفرنسى ذائع الصيت الكسندر ديماس الإبن ، لتكشف فى النهاية أن إنجازه تمحور حول الأب وحياته المثيرة للجدل ، فهل أفعل الشيء ذاته ام العكس ؟ فكم كنت تواقا ومازلت أن أكتب عن حسن الإمام أحد ايقونات السينما المصرية، ملك الميلودراما بلا منازع ، فإذ بى مدفوعا أقف عند الأبن ولا أجد خلافا فى الجوهر ، ألم يكن الامام الكبير، يتباهى ويفتخر بأنه يقدم سينما للجمهور، ها هو إمتداده يسلك نفس المنحي، فى كل مجالات الإبداع التى مارسها وأضاف لها خفة الدم وحضورا طاغيا بعيد عن التكلف أو التصنع ، بدءا من اعمال للشاشة الفضية مرورا بالدراما التليفزيونية كل هذا بالتزامن مع وضع الحان وكتابة موسيقى تصويرية للأفلام. قبل سنوات طويلة خلت ، قام الفنان سمير صبرى باجراء حوار تليفزيونى مع صاحب الروائع السينمائية أنا بنت ناس زقاق المدق والثلاثية وبالولدين إحسانا إلى آخره ، ولأن الحديث كان مطولا طبيعيا أن نتطرق إلى تفاصيل عن حياة الرجل الأسرية ومدى تاثر الابناء به ، وهنا قام الشاب حسين الامام بعزف مقطوعة موسيقية على الجيتار برهنت على موهبة فى عالم النغم. لكن سرعان ما سيرتدى ثوب التمثيل ، وفى أحد الأعمال التى أخرجها أبوه ، ادى دور أحمد إبراهيم شوكت فى سكرية نجيب محفوظ ، الرافض للوظيفة ، الاشتراكى الإصلاحى الشغوف فى أن يكون « جورنالجيا « والأمر لن يكون مصادفة ، فمبدعنا الشامل تميز بالخروج عن المألوف والتمرد على القوالب الجاهزة. هذا ما حدث فى عقد التسعينيات فى كابوريا وايس كريم فى جليم وفى ظنى أن مشاركته فى هذين النصين السينمائيين ، كان له أثر عظيم، خصوصا فى الثانى مع الأخذ فى الاعتبار تواضع الأداء التمثيلى لبطله عمرو دياب . لقد رحل حسن الأمام تاركا تراثا عظيما ننهل منه ، وسيظل مادام بقى هناك الأبيض والأسود ، ويقينى أن حسين الأمام الذى غاب عنا ستبقى رؤاه وأحلامه وصياغته الفنية المبتكرة متواصلة جيلا بعد آخر ..رحم الله الجميع. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد