تظل مشكلة رش الموبيليا بالمواد الكيماوية (البوليستر والبوريتان) في المناطق السكنية المعروفة بتكدس ورش الأثاث واحدة من أكبر المشاكل البيئية التي تهدد صحة المواطنين بمحافظة دمياط حيث أدت إلى زيادة نسبة الأمراض الصدرية بين المئات من الحرفيين القائمين بعملية الدهان، وسكان تلك المناطق، خاصة المسنين والأطفال، كما أصبحت أكبر سبب للوفيات بتلك المناطق . وبحسب إحصائية صادرة عن مستشفى الصدر ، فإن إجمالي عدد مرتادي العيادات الخارجية سنويا وصل إلى 128ألفا و409 مرضى بأمراض الصدر، منهم 102 ألف و726 مريضا بسبب الدهانات الخطرة، منهم 15% مصابون بالربو الشعبي، أي 19 ألفا و261 نسمة، و6420 مريضا بالسدة الرئوية و77045 ألف مريض بالنزلات الشعبية. المشكلة أقيمت من أجلها المؤتمرات والاجتماعات وصدرت لها القرارات من المسئولين، ووضعت جميع الحلول العلمية، ولكن لا تزال حتى الآن حبراً على ورق . يقول «أسامة المندوه أسترجى» إن الكثير من أصحاب المهنة قد هجروها وقاموا بتحويل ورشهم إلى مقاه ومحال بقالة وبيع خضراوات وفاكهة وذلك بسبب تلك المواد التي أنهكت صحتهم وأصابتهم بالكثير من الأمراض، ويضيف «د. محمد عبد الله المدير السابق لمستشفى الصدر«: أن تلك المواد تزيد من أمراض الجهاز التنفسي، خاصة حالات الربو الشعبي والسدة الربوية ومن الممكن أن تؤدى إلى الإصابة بالأمراض السرطانية بالرئتين والحنجرة،فضلا على تأثيرها أيضا على السكان المجاورين لورش الأثاث، وهو مايرجع إلى تزايد نسبة المصابين بالأزمات الربوية ولذلك دائما ننصحهم بالابتعاد عن أماكن التلوث، وطالبنا المسئولين بضرورة نقل تلك الورش خارج الكتلة السكنية . ويؤكد »محمد الزينى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية«: أننا ونظرا لخطورة تلك المواد على الصناع قمنا بعمل لقاءات معهم لحثهم على استخدام كبائن الرش المجهزة ( الكبائن المائية ) بدلا من الرش في الشوارع، ولكن نظرا للإمكانات المادية البسيطة لديهم لم يستطيعوا تنفيذ تلك الفكرة، فلجأنا إلى الصندوق الاجتماعى لتمويل إنشاء تلك الكبائن، ولكننا فوجئنا بعدد من التعقيدات وإجراءات روتينية بالغة الصعوبة تواجه هؤلاء الصناع الصغار، مما أعاق تنفيذ هذا الحل، ولذلك نطالب المسئولين بالصندوق بنسف تلك الإجراءات الروتينية وتقليل فائدة القروض للإسهام في حل تلك المشكلة.