حثت لجنة برلمانية بريطانية أمس لندن على التحرك بصورة عاجلة لمنع مواطنيها من السفر للقتال فى سوريا وصراعات أخري، وسط مخاوف من أنهم يمكن أن يتبنوا فكرا متشددا هناك، وأن يعودوا لتنفيذ هجمات فى بلدهم. وحذر رئيس لجنة الشئون الداخلية أيضا من أن بريطانيا تواجه حاليا تهديدا إرهابيا بنفس درجة الخطورة فى أى وقت، منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة. وقالت اللجنة، فى تقرير عن مكافحة الإرهاب، عدد المواطنين البريطانيين والغربيين الذين يسافرون للقتال فى صراعات أجنبية وصل إلى مستويات مزعجة تختلف عن أى شيء شوهد فى السنوات القليلة الماضية. وقال كيث فاز رئيس اللجنة إن منع البريطانيين من الرجال والنساء من الذهاب ليصبحوا مقاتلين أجانب فى سوريا وميادين صراعات أخرى والتواصل معهم حين يعودون أمر حيوي، لتجنب تعريض أمن بريطانيا للخطر على مدى سنوات كثيرة قادمة. وكانت التحذيرات من بريطانيا وحكومات أوروبية أخرى قد تزايدت فى الشهور القليلة الماضية من أن المسلمين الذين يذهبون للقتال ضد قوات الرئيس بشار الأسد فى سوريا يمكن أن يشكلوا فى نهاية الأمر تهديدا لبلادهم ذاتها. ويعتقد مسئولو الأمن أن عدة مئات من البريطانيين انضموا بالفعل إلى الصراع السوري، مما دفع شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية الشهر الماضى إلى إطلاق حملة لمساعدة النساء المسلمات فى إثناء الشبان فى مجتمعاتهن عن محاولة الذهاب إلى سوريا. من جانب آخر، وصف الإمام البريطانى المتطرف أبو حمزة المصرى لندن بأنها كانت بوتقة انصهار لجميع المتشددين والراديكاليين من جميع أنحاء العالم خلال تسعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أنه أحب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وذكرت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن أبو حمزة وصف للمحلفين كيف كان يعمل على كبح جماح المتطرفين الإسلاميين خلال فترة وجودهم فيما وصفه بأنها «لندنستان». وقال أبو حمزة الذى كان إماما لمسجد «فينسبرى بارك» بلندن إنه عندما كان يأتى له الانتحاريون يريدون نصيحته، كان يرد بنصائح جيدة وطيبة قبل أن يحاول إقناعهم بعواقب خططهم. وردا على سؤال حول تأثير المرشد الروحى لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى العاصمة البريطانية فى ذلك الوقت أجاب إنه رجل مشهور جدا .. كثير من الناس يحبونه بما فى ذلك أنا. وأضاف كانت لندن مكانا جذابا جدا لأى منشق أو شخص كان فى صراع مع أنظمته الحاكمة. ويحاكم الإمام المتطرف حاليا فى نيويورك بتهمة الخطف والإرهاب، واسمه الحقيقى مصطفى كمال مصطفى (56 عاما) وهو من أصل مصرى ومهندس سابق.