التواصل مع الله يفوق كل شيء سواه.. فأن تكون علي صلة بمن خلقك لهو شيء يستحيل وصفه, ومع ذلك فهو غاية تدرك. التواصل مع الله يكون أول شيء بذكره, ذكرا كثيرا, كما وصانا ربنا في علاه ياأيها الذين آمنوا إذكروا الله ذكرا كثيرا( الأحزاب14) وإذا ذكرناه ذكرنا, وذكره لنا رحمة فإذكروني أذكركم وإشكروا لي ولاتكفرون (البقرة251).. وشكرا الله عن أنعمه يرضاه منا ربنا وإن تشكروا يرضه لكم ( الزمر7). كما أن الشكر يستجلب زيادة ما أنعم علينا ربنا به وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم( إبراهيم7) وتأذن أي قضي.. فتكون النعمة موصولة, ولذلك دعا سليمان عليه السلام ربه أن يكون عبدا شكورا رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلي والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ( النمل91) فشكر النعمة نعمة تستأهل الشكر.. ويعلمنا ربنا أن ندعوه فستجيب لنا وقال ربكم إدعوني أستجب لكم( غافر06) ومادام ربنا يوجهنا أن ندعوه, فسوف يستجيب لنا كما وعد, ووعد الله حق وعد الله حقا ومن أصدق من الله قليلا (النساء221).. وخير أوقات الدعاء هو وقت السحر, وهو ماقبل الفجر بقليل, فالله يتنزل كل ليلة إلي السماء الدنيا وقت السحر ويقول أنا الملك, من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ ومن ذا الذي يسألني فأعطيه, ومن ذا الذي يستغفرني فأغفر له, لايزال كذلك حتي يضيء الفجر( حديث قدسي) فهذا الوقت من الليل له خصوصية, فالعبد الذي يقوم من نومه في جوف الليل ليناجي ربه, ويبوح له بما لديه, ويستغفره من ذنوبه, هذا العبد تتوافر عنده النية والعزيمة للتواصل مع ربه, وربه لايخزله بل يستجيب له. ومن قبيل التواصل مع الله تلاوة كتابه المنزل, القرآن العظيم, إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور. ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور (فاطر92 03).. والمحافظة علي الصلاة, مما يدعونا ربنا إليه, حتي نكون من ورثة الجنة والذين هم علي صلواتهم يحافظون. أولئك هم الورثون. الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون (المؤمنون9 11).. والإنفاق علي المحتاجين يحبه الله منا ويجزي عنه جزاء موفورا, ويذكرنا ربنا حتي لانبخل بأن المال الذي ننفقه زكاة وصدقة هو مال الله الذي آتانا, فكيف نبخل علي من أمرنا ربنا أن نحسن إليهم, من ذوي القربي واليتامي والمساكين.. والصدقة يعتبرها ربنا تفضلا منه قرضا حسنا نقرضه إياه من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم (الحديد11).. والله يبارك في المال الذي أخرج منه الصدقة وماأنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين (سبأ93) وفي ذلك يقول الرسول صلوات الله عليه وسلامه عليه مانقص مال عبدمن صدقة, وفي سورة التغابنه إن الله يغفر لمن يقرضه قرضا حسنا إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم( التغابن71)... فهيا تواصلوا مع ربكم يشكر لكم ويغفر لكم ويبارك في مالكم إن ربنا لغفور شكور( فاطر43).