رغم تصنيفه كأفقر مركز في مصر منذ10 سنوات إلا أن مركز صدفا جنوب محافظة أسيوط يظل هو الأسوأ في الخدمات لانه حرم من أي اهتمام من كل أجهزة الدولة حتي أصبح الفقر هو عنوان كل القري التابعة لهذا المركز كما أصبح البؤس هو لسان حال ساكني هذا المركز.الأهرام زارت المركز وقضت يوما كاملا تتجول بين القري وتغوص في تفاصيلها المحزنة لترصد الواقع عله أن يجد طريقا إلي خطط المسئولين ومنظمات المجتمع المدني لإنقاذ آلاف المواطنين من التهميش والإهمال الذي عانوا منه سنوات طوال. ففي هذا الصدد يقول حسن علي فتحي طالب بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية: نعاني من عدم وجود طرق ممهدة, فكل الشوارع تم تكسيرها بحجة توصيل الصرف الصحي, فمنذ أكثر من ست سنوات لم يتم رصف أي طرق داخل المدينة أو حتي التي تربط القري ببعضها ولا المركز ببقية المراكز الاخري المجاورة مما جعل التنقل غاية في الصعوبة, وحاولنا الشكوي للمسئولين إلا أنهم كانوا يقولون دائما إن الحكومة لم تعتمد المخصصات المالية الخاصة بمشروع الصرف وبالتالي لا يمكن رصف الطرق, والعجيب أن مواسير الصرف الصحي ضخمة الحجم موجودة داخل الشوارع وعلي المداخل الرئيسية مما ينذر بكارثة, ففي أي وقت ربما تسقط تلك المواسير علي المارة خاصة الأطفال الذين اتخذوها مكانا للهو. ويوافقه الرأي حمدي سعيد الذي قال البلد كلها شارع واحد, أما عن المستشفي المركزي فحدث ولا حرج فلا أدوية ولا اعداد كافية من الأطباء وعندما يتم صرف روشتة لمريض لا يتم صرفها كاملة بحجة نقص الأدوية والحالات التي يتم علاجها داخل المستشفي تكون خفيفة جدا ولو ان أحدا أصيب بطلق ناري مثلا وما أكثرهم لا يتم استقباله أو حتي اسعافه انما يتم تحويله لمستشفيات مدينة أسيوط وربما ينزف المريض ويموت, فصدفا تبعد عن مدينة أسيوط بنحو50 كيلومترا أي ما يقارب ساعة من الزمن. ويضيف أسامة خليفة مدرس لدينا أزمة كبيرة في رغيف الخبز فجميع قري المركز تشكو كثيرا من عدم وجود كميات خبز كافية, أضف الي ذلك الوساطة والمحسوبية وغياب التفتيش من مسئولي التموين, فهناك أسر تستحوذ علي المخابز وكل ما تنتجه يكون لصالح العائلة التابع لها صاحب المخبز وما يفيض عن حاجتهم يتقاتل الفقراء والمحتاجون للحصول عليه, وأوضح أنه يري يوميا أثناء انتقاله من منزله في الصبح الباكر عشرات السيدات اللاتي حفر الزمن في وجوههن اثارا لا تمحوها مياه البحار يقفن في طوابير ممتدة أمام المخابز دون أن يراعي المسئولون كبر سنهن واحترام آدميتهن ويضيف أحمد سيد خريج ومقيم بالمدينة ان الباعة الجائلين افترشوا الطريق الرئيسي الوحيد الموجود بالمدينة واغلقوا الطرقات بلا أي رقابة أو متابعة من المسئولين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة صدفا, ويؤكد أحمد أن الشوارع في غاية السوء وقال أنا لم أشاهد عمال نظافة في الشوارع منذ عشرات السنين ناهيك عن القمامة التي يتم القاؤها في الترع والمصارف, أما عن موقف السيارات فبالفعل لدينا موقف إلا أنه لم يعمل حتي الآن رغم انشائه منذ زمن, فلا توجد ادارة أو موظفين إلا انه تحول الي موقف واستراحة عشوائية لأصحاب التوك توك غير المرخص وبعض سائقي سيارات ربع النقل التي تقوم بنقل المواطنين بين القري, ولا توجد بالمركز إلا محطة تموين سيارات واحدة رغم وقوعها علي الطريق الرئيسي الذي يربط شمال مصر بجنوبها. وما يبعث الأمل في النفوس أن قرية الدوير التابعة لمركز صدفا والتي تعد واحدة من مائة قرية هي الأكثر فقرا واحتياجا من بين أربعة آلاف قرية مصرية, إلا أن هذه القرية الفقيرة التي تربي فيها الكاتب الصحفي الراحل احمد بهاء الدين شهدت في السنوات الماضية انطلاق إشعاع ثقافي باهر من خلال نشاط ملحوظ لجمعية محبيه, توج هذا النشاط أخيرا بافتتاح أكبر مركز ثقافي في الشرق الأوسط ويحمل اسم الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين ويعني بمواصلة نشر رسالته التنويرية.