وصل مفتشون نوويون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلي إيران أمس, فيما يعتبر فرصة نادرة لإلقاء الضوء علي الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني,في الوقت الذي يستعد فيه البرلمان الإيراني لحظر صادرات البترول إلي أوروبا ردا علي عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة. وقال رئيس الوكالة الذرية إنه يهدف إلي حل كل القضايا العالقة مع إيران بشأن البرنامج النووي, الذي يعتقد الغرب أنه يهدف إلي صنع أسلحة, ولكن طهران تصر علي أنه سلمي. وأعرب هيرمان ناكيرتس نائب مدير الوكالة قبل المغادرة من مطار فيينا عن أمله بشكل خاص أن تشترك إيران معنا في مخاوفنا فيما يتعلق بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني. من جانبها, أبدت إيران استعدادها للتعاون مع فريق الوكالة الذرية خلال زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام, لكنها أكدت أنها لن تتخلي عن تخصيب اليورانيوم الذي تعتبره حقا سياديا. وصرح علي أكبر ولاياتي مستشار القائد الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية إسنا إن طهران منفتحة دائما فيما يتعلق بالقضايا النووية وأنه بإمكان فريق مفتشي الوكالة أن يجري عمليات التفتيش الضرورية. ومن جانبه, أعرب علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني عن تفاؤله إزاء زيارة المفتشين النوويين. وأضاف أن طهران تتعاون بشكل وثيق مع وكالة الطاقة الذرية, وأن الشفافية أحد مباديء التعاون مع الوكالة. وفي تطور آخر, ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا أن كبير المفاوضيون النوويين سعيد جليلي سيرسل خطابا خلال أيام إلي مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون يوضح وجهات نظر إيران حول موعد ومدخل المفاوضات المقبلة مع القوي الكبري. وقال صالحي إن الجولة القادمة من المحادثات من المحتمل أن تنجح إذا حاول الجانبان التوصل إلي حل للقضية النووية الإيرانية. وبعد أقل من أسبوع من موافقة الاتحاد الاوروبي علي وقف استيراد البترول الخام من إيران ابتداء من أول يوليو المقبل, يناقش البرلمان الإيراني خلال ساعات مسودة قرار لقطع إمدادات البترول عن الاتحاد الأوروبي في غضون أيام. ووصف علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني زيارة المفتشين بأنها اختبار للوكالة, وأنه إذا كان مفتشو الوكالة محترفين, فإن الطريق سيكون مفتوحا أمام المحادثات, وفي حالة كونهم أداة فأنه سيكون هناك إطار جديد للتعاون. ويأمل النواب بذلك حرمان الاتحاد الأوروبي من فرصة مدتها ستة أشهر كان يخطط الاتحاد منحها لأعضائه الأكثر اعتمادا علي البترول الإيراني من أجل التكيف مع الأوضاع الجديدة. وحذر مدير شركة البترول الوطنية الإيرانية أحمد قلباني من أن أسعار البترول ستتجاوز150 دولارا للبرميل, دون أي يعطي مزيدا من التفاصيل, مؤكدا أن حظر الصادرات سيؤثر علي المصافي الأوروبية مثل إيني الإيطالية التي لها مستحقات بترولية لدي إيران في إطار عقود إعادة شراء طويلة الأجل تأخذ بموجبها بترولا خاما مقابل مستحقاتها المالية عن مشروعات سابقة في حقول البترول. وفي غضون ذلك, تظاهر مجموعة من الطلاب الإيرانيين احتجاجا علي صمت الوكالة الذرية حيال اغتيال العلماء النويين الإيرانيين. وذكرت قناة برس.تي.في الإيرانية أن الطلاب المتظاهرين احتشدوا في مطار الإمام الخميني الدولي بالعاصمة طهران حاملين صورا للعلماء النوويين الإيرانيين الذين تم اغتيالهم ولافتات عليها الطاقة النووية حقنا. وفي هذه الأثناء, وصف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز النظام الإيراني بأنه الأكثر فسادا علي وجه الأرض, داعيا الشعب الإيراني إلي الإطاحة بحكومته الشريرة. وأشار بيريز في حديث مع شبكة سي.إن.إن الإخبارية الأمريكية إلي أنه لا يدعو الإيرانيين إلي الثورة بل إلي التخلص من الثورة الخاطئة.