طالما عرفنا سور الأزبكية باعتباره سوقا للكتب القديمة والنادرة وأحيانا الرخيصة التى منها كون مثقفون كبار مكتباتهم، ونعرف أن مثقفين عربا كبارا ومستشرقين يضعون «السور» ضمن الأماكن الرئيسية التى يرتادونها فى زيارتهم القاهرة، وعلى مر العصور كان السور واحدا من اهم معالم القاهرة و منذ أعوام قليلة هنأنا أنفسنا نحن محبى الكتب بعدما انهى السور رحلة الشتات إلى منطقة الدراسة وأماكن أخرى واستقر فى مكان لا يبعد كثيرا عن مكانه التاريخى والذى ارتبط به فى أذهان المثقفين وهى منطقة الأزبكية. واستطيع القول إن السور عندما عاد إلى موقعه وبهذا الطراز المعمارى الرائع كان أهم انجاز لمحافظ القاهرة الأسبق عبد العظيم وزير. ولكن أين ذهب هذا السور الآن؟. لقد تحول من ملتقى لبيع الكتب القديمة إلى مكان مخصص لبيع الكتب المزورة، وبعض الأكشاك فى السور تحولت إلى مخازن للباعة الجائلين المنتشرين فى مناطق العتبة والأوبرا والأزبكية. أما الهدف الذى من اجله خصصت المحافظة الأرض وبنت من أجل الأكشاك ذات الطراز المعمارى الفريد فذهب مع الريح، وحسب علمى فان المحافظة من حقها أن تسحب الكشك من اى مؤجر يغير النشاط الذى من اجله تأسس السور ولكن محافظة القاهرة «ودن من طين وأخرى من عجين» ولا تهتم لا بالحفاظ على التراث الثقافى للمكان ولا على الشكل حيث أصبح السور مكانا عشوائيا ومحلا للباعة الجائلين ووكرا للبلطجة. لقد كان السور محلا للقاء المثقفين،وكان هناك مشروع من بعض باعة الكتب الحقيقيين لتنظيم ندوة أسبوعية من اجل إبراز الوجه الثقافى الحقيقى لسور الأزبكية ولكن الآن لم يعد المثقفون يذهبون إلى السور لأنهم أصبحوا غرباء عنه وأصبح هو غريبا عنهم. وفى اعتقادى انه لابد من تنظيم حملة للضغط على المحافظة من اجل أن تعيد إلى السور وجهه الحقيقي،وهذه الحملة يجب أن تتضمن محاربة الكتب المزورة التى ذهبت بالسور بعيدا عن دوره وفى سبيلها إلى الذهاب بصناعة النشر إلى المجهول وهذا الأمر يتطلب من أجهزة الدولة أن تقوم بدورها فى الحفاظ على هيبة الدولة وفى مقدمتها أن تحافظ على التراث الثقافى للقاهرة وفى مقدمته سور الأزبكية .