لأن الوزير في مصر يفعل ما يريد وهو دائما علي صواب ورؤيته دائما ثاقبة وقراراته هي الحكمة ذاتها فقد بدأت الدراسة في المدارس والجامعات بعد أن أصر وزير التعليم_ العالي وقبل العالي_ علي أن تبدأ الدراسة رغم كل مخاوف ومخاطر أنفلونزا الخنازير. رغم أن التلاميذ في الحقيقة وعلي مدي سنوات سابقة خصوصا في عهد الوزير الجمل هجرت المدارس وأصبحت تتعلم في مراكز الدروس الخصوصية ورغم أن التأجيل لم يكن صعبا ويمكن تعويضه بامتداد العام الدراسي في شهور الصيف ومع ذلك ولأسباب يعلمها الله أصر الوزيران علي بدء الدراسة وسط عاصفة من التصريحات الوردية التي تؤكد أن كل شئ تمام التمام وهي تصريحات من جمالها لو تحققت أو حتي تحقق نصفها- فسوف نكون الدولة الوحيدة في العالم التي عليها أن تحتفل فرحا وسرورا بأنفلونزا الخنازير التي بفضلها تفتحت عبقرية الوزير الجمل فأنهي مشاكل وأزمات وأمراض التعليم المصري المستعصية والمزمنة في لحظة واحدة وبقرار وزاري ميمون!! فالوزير الجمل أنهي أكذوبة تكدس التلاميذ في الفصول ومعها شعار الكثافة التي وصلت في بعض الأحيان إلي مائة طفل في الفصل الواحد.. واستطاع الوزير الجمل بفضل أنفلونزا الخنازير أن يجعل عدد تلاميذ الفصل لا تزيد علي25 تلميذا!! طيب بالذمة فيه أحلي من كده؟!! وكانت فين أنفلونزا الخنازير دي من زمان حتي تكون السبب في إنقاذ التعليم المصري من الفصول التي يتكدس فيها التلاميذ بصورة غير آدمية تجعلهم كما قلنا مرارا يعجزون عن التنفس بجانب عجزهم عن التعلم؟! وعلي مدي السنوات الماضية حقق التعليم المصري خصوصا في عهد الوزير الجمل تدهورا غير مسبوق يستحق به الوزير ووزارته دخول موسوعة جينس للأرقام القياسية.. ففي عهد الوزير الجمل ازدادت كثافة الفصول وضاعت واختفت الأنشطة المدرسية وأصبحت الدروس الخصوصية هي الأساس والمدرسة علي هامش العملية التعليمية وظهرت امتحانات الكادر التي دمرت صورة المعلم أمام تلاميذه وفي عهد الوزير الجمل تسربت أسئلة امتحانات مختلف الشهادات بدءا من الابتدائية ومرورا بالإعدادية وانتهاء بالثانوية العامة.. وفي العام التالي لتسرب امتحان الثانوية العامة أعلن الوزير الجمل عن خطة سرية ماتخرش الميه لعدم تسرب امتحان الثانوية العامة مرة أخري وكانت المعجزة التي لا تتحقق إلا في عهد الوزير الجمل هي أن الخطة السرية ذات نفسها تسربت!! وفي هذه الكارثة وفي كل كارثة من الكوارث السابقة كان الوزير الجمل حاضرا بالحل النموذجي والقرارات الحاسمة بمعاقبة الجميع سواء الموظفون أو المعلمون أو حتي أولياء الأمور وهو الحل الذي يستخدمه الوزير كل مرة فالجميع مسئولون عن أية كارثة ماعدا الوزير الذي يؤكد في كل كارثة أنه لن يكون كبش فداء للكارثة وأن مهمته هي أن يطلق التصريحات النارية عن الخطط الجبارة لتحقيق الإنجازات ولكن نجاح أو فشل التنفيذ لا يدخل إطلاقا ضمن مسئوليات الوزير فتلك مسئولية الجميع ما عدا الوزير!! طيب بالذمة مع كل هذا التاريخ الرائع من الفشل في خطط الوزير ماذا نتوقع لخطة الوزير التي يهددها وباء أنفلونزا الخنازير؟! هل نتوقع نجاح الوزارة في الخطط الورقية والإجراءات الهلامية التي أعلنتها؟! وما هي أمارات نجاح هذه الخطط الورقية وكل ما سبقها من خطط كانت نتائجه كارثية؟!! ولكن يا سادة الموضوع هذه المرة لا يحتمل الأفكار العبقرية للوزير الجمل ولن ينفع معه ما سبق في المرات الماضية بتوقيع الجزاءات علي الموظفين التابعين لسيادته فالنتائج هذه المرة سوف تصيب لا قدر الله كل بيوت مصر ولن يجدي معها التصريحات التي أدمنها الوزير والتي بلغت حد تجاهل أو تناسي أبسط القواعد التي تجعل لهذه التصريحات منطقا معقولا يجعلها مقبولة الفهم.. فقد بادر الوزير خلال أسبوع واحد إلي إطلاق أكثر من تصريح يتضارب كل منها مع الآخر كان أولها بالطبع تصريح الريس حنفي الشهير بأنه لا تأجيل ولا نية لتأجيل الدراسة وبعدها تصريح ثان بأنه في حالة تفشي وباء أنفلونزا الخنازير سوف تغلق المدرسة أو المدارس التي يظهر بها أكثر من حالتين والاستعانة بالقنوات التعليمية عبر التليفزيون للتدريس للتلاميذ في بيوتهم.. ويبدو أن الوزير الجمل نسي هذا التصريح فأطلق تصريحا ثالثا بأنه في هذا العام الدراسي المرتبك بالقلق والمهدد بعدم الانتظام سوف يطبق نظام التقويم الشامل وهو نظام يعتمد علي تقويم المدرسة لكافة أنشطة التلميذ طيب بالذمة تقويم شامل إيه والدراسة سوف تتم عبر القنوات التليفزيونية!! يا عالم كمان مرة حرام أن نترك قضية علي هذه الدرجة من الخطورة لعبقرية شخص واحد حتي لو كان هذا العبقرينو العفروتو هو الوزير الجمل شخصيا!! ..................... ( نشرت يوم5 أكتوبر الماضي مع بداية الدراسة ونعيد نشرها بعد إصرار الوزير الجمل علي أن كل الأمور تمام التمام وأن المدارس زي الفل وأن الدراسة بالمدارس مستمرة رغم تزايد حالات الإصابة بالأنفلونزا)