يستحق وزيرنا للكهرباء لقب وزير الإظلام بجدارة بعد تصريحه المعتم فور انتهاء اجتماع حكومة محلب بوزارئه لبحث أزمة انقطاع الكهرباء والخروج منه بتعالي أصواتها للمواطنين لترشيد الاستهلاك الي 20٪ كأننا السبب في المشكلة المزمنة وليس نقص الوقود بمحطات توليد وإنتاج الكهرباء لشح الموارد المالية ، وتهالك الشبكة القومية للكهرباء لقلة الصيانة الدورية وتراكم ديون الشركات رغم ضخ 4 مليارات دولار قيمة المنتجات البترولية من دول الخليج ، إلا أنه لم يعجبه فيصرح الوزير حتي بالترشيد سينقطع النور من 3 الى 6 ساعات يوميا ، وانتظروا الفرج الكهربائي منتصف 2018 "يا حلاوه" . وبين إلقاء نار الأزمة في النفق المظلم بين وزيرا الإظلام والبترول دون حلول سوي عقد لجان مشتركة للتباحث ، مع التبشير منهما أن الصيف المقبل سيكون أحلك صيف شهدته مصر، ووسط غليان درجة الاستياء للمواطنين علي خلفية وضع الرؤوس بالرمال فالكلام عن محدودية مصادر الطاقة قديمة بسبب غياب الرؤية المستقبلية عند صانع القرار منذ المخلوع طوال 30 عاما للمعزول حتى الآن ، وافتقاد التفكير العلمي باعتماد الحكومات السابقة حتي محلب علي البترول والغاز في تشغيل محطات توليد الكهرباء فقط وكانت الدولة تقوم ببناء محطات كهرباء جديدة بتكاليف باهظة وصلت الى 24 مليار جنيه للمحطة الواحدة وبتكلفة إجمالية للمحطات بمصر 240 مليار جنيه على مدى العشر سنوات الماضية ومع ذلك لم تحل المشكلة بل تفاقمت ، وذلك لانعدام جدية التحرك فيما تنبهت اليه دول العالم باللجوء لمصادر الطاقة الجديدة والمتجددة من الطاقة الشمسية فهي مستقبل مصر خاصة في الصعيد والصحراء الغربية في توفير طاقة مستدامة وآمنة و بل تكفي لتلبية متطلبات العالم كله، وتغني كذلك عن المحطات النووية لتميزها بنفس الأداء ولكنها أسرع في بنائها وإدخالها الخدمة ولا تنتج عنها نفايات خطيرة . يا سادة نفتقد الأفكار المبتكرة والحلول غير التقليدية والجرئية في إرادة حسم القرار وإعلاء مصلحة الوطن العليا في تنفيذ مشاريع بدائل الطاقة الجديدة ، ونراعي أصحاب المصالح من أصحاب المصانع كثيفة استهلاك الطاقة بدليل الموافقة علي استخدام الفحم كمصدر للطاقة دون مراعاة أضراره المتعددة علي البيئة والسياحة وتصدير المنتجات من الخضر والفاكهة بعد تصنيف مصر كدولة كربونية ، فعجبا علي حكومة متخبطة فيما بينها، و لازالت تبحث أسباب أزمة الكهرباء وسط غليان المصريين من الإظلام الدامس في فترة أمتحانات أولادهم وانقطاع إشغالهم وظلمة مصادر أرزاقهم ومرافق خدمات حياتهم وبات روتينا يوميا، واندهشى بإعلان الحكومة مرة عدالة الظلام ثم الإعلان مسبقا عن الانقطاع ثم ثالثا الترشيد، والتهديد المستمر بإلغاء دعم الطاقة الذي يصل لخمس موازنة الدولة بنحو 17 مليار دولار سنويا، مع إغفال إبداع أفكار العلماء والخبراء المصريين بخطط جاهزة للتغلب علي هذه الأزمة علي المدي الطويل والمتوسط والقصير دون المساس بالغلابة .." فين الحكومة ومعايير اختيار محلب لوزارءه؟"