علينا أن نضع في اعتبارنا أن الأسابيع المقبلة من الآن وحتي موعد انتخابات رئاسة الجمهورية قرب نهاية شهر مايو المقبل مرشحة لكل الاحتمالات خصوصا من جانب الأشباح والفلول الإرهابية التي يدرك محركوها بالتمويل والتحريض من خارج الحدود. أنها معركتهم الأخيرة فالأعصاب عندهم باتت «فالتة» لأقصي درجة ممكنة ومن ثم الأمر يتطلب إلي جانب اليقظة والحسم امتلاك أعصاب قوية لا تجاري العصبية التي ستتصرف بها الجماعة من خلال أسيادها في الخارج وذيولها في الداخل. إن صورة الأوضاع الراهنة وما تعكسه من صمود الشعب في وجه عمليات الإرهاب وازدياد مساحة العزلة والكراهية لمرتكبي هذه الجرائم الخسيسة أصبحت تمثل كابوسا يضغط علي أعصابهم خصوصا بعد أن أدركوا جسامة الخطأ الذي ارتكبوه برفض المشاركة ضمن القوي الوطنية التي دعيت لاجتماع 3 يوليو التاريخي بعد أن ركب العناد رؤوسهم وأوجدوا لأنفسهم مشكلة تزداد تعقيدا يوما بعد يوم بسبب الغباء والمكابرة ورفض الاستماع لنداء العقل حرصا علي سلامة واستقرار الوطن. أتحدث عن ضرورة التحسب لجميع الاحتمالات والمفاجآت لأن الدروس المستفادة من سلسلة العمليات الإرهابية القذرة علي مدي الأشهر الثمانية الأخيرة تؤكد أننا لسنا في مواجهة حرب مكشوفة تتسلح بخسة الإرهاب فقط وإنما نحن في مواجهة حرب تدور معظم ترتيباتها تحت الأرض وخارج الحدود وعبر الحقائب الدبلوماسية. ولعل ما يزيد من ضرورات اليقظة والانتباه أن الأوضاع في دول الجوار ذات التماس المباشر مع مصر ليست أوضاعا مضطربة وغير مستقرة فحسب وإنما أوضاع غير مطمئنة وغير مريحة بالنسبة لنا بعد أن رصدت الأجهزة الأمنية المصرية عشرات المحاولات لتهريب أسلحة وتسلل إرهابيين عبر الحدود في الفترة الأخيرة. وفي اعتقادي أننا قادرون علي كسب هذه الحرب الشرسة بأعصاب هادئة وقوية لأن هذا الشعب ليس مستعدا للانجرار نحو أي شيء يخرجه عن شواغله الأساسية التي خرج من أجلها يوم 30 يونيو. خير الكلام: لا ترهبوا في الحق لومة لائم.. وتكلموا بصواعق النيران ! http://[email protected]