خفة ظل وروح ساخرة تجلت في ميدان التحرير خلال عام مضي من الثورة واستمرت لتعبر عن بداية عام جديد يستكمل فيه شعب مصر مطالبه والدفاع عن حقوقه. وكما انتشرت في الميدان اللافتات التي تحمل آلام المصريين وحقوقهم المهدرة في ظل نظام طالبوا بإسقاطه وفساد مازالوا يطالبون باجتثاثه. كان الكاريكاتير جزءا من روح الثورة والتركيبة المصرية. وكما عبر الكاريكاتير في العديد من الصحف والمجلات والمعارض عن معاناة المصريين وحقوقهم المهدرة في ظل نظام مبارك وفساده قبل الثورة فقد زاد انتعاشه بعد كسر حاجز الخوف ليعبر بحرية عن حماية ثورة شعب مازالت مستمرة. فقد اطلقت الثورة القمقم وحفزت الرسامين كما قال الفنان مصطفي حسين خلال زيارته لمعرض كاريكاتير ضم أكثر من450 رسما من وحي الثورة. فالكاريكاتير هو ضمير الشعب المصري ووسيلة مقاومته لهمومه ومتاعبه وآلامه ومن اهم ادواته لنقد الفساد والفاسدين, فقد ظهر بمصر كما يقول الفنان التشكيلي محمد عبلة اقدم كاريكاتير للنقد السياسي أبدعه يعقوب صنوع عام1879 في مجلة أبو نضارة ينتقد فيه الخديوي لذا فمن الطبيعي ان يكون جزءا من الروح المصرية. ويضيف عبلة, ان كثيرا من الرسامين كانوا ينتقدون نظام مبارك وفساده قبل الثورة وبعدها تلاحقت الأحداث اليومية مما جعلها مادة غزيرة وطاقة لإبداع الفنانين المعروفين ولكنه يشرح ان الثورة تسببت ايضا في اكتشاف مواهب وبروز العديد من الطاقات الشابة, فأضافت اكثر من عشرة رسامين جدد أوقدت موهبتهم أحداثها لتصبح جدران الميدان والمحال التجارية حوله معرضا دائما لأعمال هؤلاء الشباب التي دائما ما تعبر عن روح الثورة وتغطي أحداثها بشكل يومي.