امتنعت مصر عن التصويت على القرار الذى اعتمدته الجمعية العامة بشأن تأكيد سيادة أوكرانيا, ووحدة أراضيها, وبطلان الاستفتاء الذى عقد فى القرم يوم 16 مارس الماضى, وأدى إلى إنضمام القرم إلى روسيا. وقد تم اعتماد القرار بأغلبية 100 صوت, وامتناع 58 دولة عن التصويت, وتصويت 11 دولة ضد القرار. وأكد السفير معتز أحمدين خليل مندوب مصر الدائم فى الأممالمتحدة فى بيان لوزارة الخارجية اليوم أن الأزمة فى أوكرانيا تمس النظام الدولى بأسره وتؤثر عليه وأن النظام الدولى الحالى لم يأخذ فى إعتباره ما شهده العالم من تطورات على مدار ربع القرن الأخير, ولم يلتفت للتغيرات الجذرية التى شهدها المجتمع الدولى منذ إنهيار النظام العالمى السابق الذى حكمته اعتبارات الثنائية القطبية وعقلية الحرب الباردة. وأوضح مندوب مصر الدائم أن مصر امتنعت عن التصويت على القرار لإبراز وجود حاجة ماسة لإصلاح النظام الدولى الحالى ليتسم بمزيد من التوازن ويتفادى إزدواجية المعايير. وقد أضاف أنه رغم اقتناع مصر بثوابت مبادئ القانون الدولى, وبأن الأسلوب الأمثل لحل الأزمات التى شهدها المجتمع الدولى هو اللجوء للسبل الدبلوماسية بعيداً عن التصعيد, فإنها تؤمن أيضاً بأن العالم فى حاجة ماسة لعملية شاملة تهدف إلى إعادة صياغة نظامه الدولى ليتواءم مع معطيات الواقع. وأوضح أن ثوابت القانون الدولى لا تتعامل فى أحيان كثيرة بنفس الاتساق مع المشاغل الأمنية للدول, بينما يتوجب أخذ بعض هذه المشاغل بالفعل بعين الاعتبار على المستويين الإقليمى والدولى, من أجل تحقيق الاستقرار, وتعزيز التعاون بين الدول فى نهاية المطاف. وذكر السفير معتز خليل أن هناك فى أحيان أخرى تناقضاً بين إرادات الشعوب والأطر القانونية التى تحكمها; مما يتطلب تحقيق التوازن بين هذين العنصرين. وأضاف أنه طالما لم يتم التعامل مع هذه الظواهر, والابتعاد عن إزدواجية المعايير وإنتقائية المفاضلة بين المصالح تارة والمبادئ تارة, فإن الأزمات الدولية والإقليمية ستظهر الواحدة تلو الأخرى, وسيظل النظام الدولى عاجزاً عن احتوائها. يشار إلى أن الدول النامية الرئيسية قد امتنعت عن التصويت على القرار, من بينها الصين, والهند, والبرازيل, والأرجنتين, وباكستان, وجنوب أفريقيا. واختلفت مواقف الدول العربية إزاء التصويت على القرار, إذ امتنعت مصر, والجزائر, والعراق, وموريتانيا, وجيبوتى, وجزر القمر عن التصويت, بينما صوتت كل من الأردن, والسعودية, وقطر, والبحرين, والامارات, والكويت, وتونس, وليبيا, والصومال لصالح القرار. كما صوت كل من السودان, وسوريا ضد القرار, ولم تشارك كل من اليمن, ولبنان, والمغرب, وعُمان فى التصويت. وشارك وزير خارجية أوكرانيا فى جلسة الجمعية العامة, وقدم مشروع القرار الذى يدعمه الاتحاد الأوروبى, والولايات المتحدة. وقد أكد مندوب روسيا الدائم فى بيانه رفض بلاده لقرار الجمعية العامة, وعدم تأثيره على إعادة ضم إقليم القرم لروسيا الذى أصبح واقعاً على العالم أن يتعايش معه. بوتين يشيد بالقدرات العالية للقوات المسلحة الروسية في أحداث القرم أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأحداث في القرم أظهرت المستوى العالي لجاهزية القوات المسلحة الروسية, معربا عن تقديره للعسكريين المرابطين في شبه الجزيرة . وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأحداث في القرم أظهرت المستوى العالي لجاهزية القوات المسلحة الروسية, معربا عن تقديره للعسكريين المرابطين في شبه الجزيرة . وأشاد بوتين حسب وكالة أنباء " انترفاكس " بدرجات ضبط النفس والمستوى المهني العالي والشجاعة التي سادت خلال الأحداث الأخيرة. وقال بوتين اليوم الجمعة خلال لقائه وزير الدفاع سيرجي شويجو "أضحت الأحداث الأخيرة في القرم اختبارا جادا , حيث أظهرت القدرات الجديدة نوعيا لقواتنا المسلحة والروح المعنوية العالية للعسكريين". ومن جانبه أبلغ وزير الدفاع الروسي الرئيس بوتين بخلو القرم من القوات الأوكرانيةتماما . ..ومندوب روسيا بالامم المتحدة: انتصرنا اخلاقيا وسياسيا قال فيتالي تشوركين مندوب روسيا في الأممالمتحدة أن التصويت في الجمعية العامة, على القرار الذي لا يعترف بنتائج الاستفتاء في شبه جزيرة القرم, أظهر أنه ليس هناك أي "عزلة" لروسيا في الساحة الدولية. ونقل راديو "صوت روسيا" عن تشوركين قوله اليوم الجمعة للصحفيين في نيويورك "كانت النتيجة جيدة جداً بالنسبة لنا, انتصرنا أخلاقياً وسياسياً", مشيرا إلى أن 100 دولة صوتت لصالح القرار ضد نتيجة الاستفتاء في شبه جزيرة القرم, و58 امتنعت عن التصويت فيما اعترضت على القرار, الذي يحمل طابع التوصية, أرمينيا وبيلاروس وبوليفيا وكوبا وكوريا الشمالية ونيكاراغوا وروسيا والسودان وسورية وفنزويلا وزيمبابوي". وأضاف تشوركين" قبل التصويت في الجمعية العامة, حول أوكرانيا, تعرضت العديد من البلدان لضغوط هائلة من الغرب". كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت قرارا امس الخميس يدعم وحدة أراضي أوكرانيا.. ويدعو الدول إلى عدم الاعتراف بانضمام القرم إلى روسيا الذي جاء عقب استفتاء جرى يوم 16 مارس, معتبرا أن الاستفتاء "يفتقر للقاعدة القانونية ولا يمكن أن يكون أساسا لتغيير واقع القرم أو مدينة سيفاستوبول".