أفردت وسائل الإعلام العالمية أمس مساحات واسعة للحديث عن قرار المشير عبد الفتاح السيسى الترشح لرئاسة مصر ، وتناولت تحليلا لشخصية السيسى وخبراته وآراء المصريين فيه ، لكنها ركزت بشكل أساسى على المهام الصعبة التى تنتظره فى حالة فوزه. فقد وصفت وكالة «رويترز» للأنباء السيسى بأنه رجل يعتبره كثير من المصريين بطلا منقذا ويحظى بإعجاب شديد ، لأنه الوحيد القادر على إنهاء الاضطراب السياسى الذى يلازم مصر منذ ثورة 25 يناير 2011 ، لكنه فى الوقت نفسه يواجه مهمة ضخمة تتمثل فى مشكلات الفقر ونقص إمدادات الطاقة والبطالة التى تثقل كاهل معظم سكان مصر ، فضلا على حملة العنف والتفجيرات التى اتسع نطاقها منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وأشارت الوكالة إلى أن شعبية السيسى وصلت إلى درجة امتلاء الشوارع بصور كبيرة له ، كما ظهرت صوره أيضا على قمصان وقطع للشيكولاتة. ونقلت الوكالة عن عاطف الزعبلاوى وهو عامل فى مصنع للصباغة اعتاد أن يرى السيسى فى حى الجمالية الذى نشأ فيه إنه «دائما كان يبدو أن لديه هدفا. ولديه إرادة قوية» ، كما يقول جيرانه إنه ينتمى لعائلة شديدة التدين ، بينما قال ابن عمه الذى يملك متجرا للمشغولات اليدوية إن المشير يحفظ القرآن الكريم. وأبرزت رويترز فى تحليل آخر قول السيسي: «إن مصر ماضية بكل قوة فى بناء دولة ديمقراطية حديثة ترضى جميع المصريين وتلبى مطالبهم وتطلعاتهم نحو المستقبل» ، وذلك ردا على مخاوف البعض من خلفيته العسكرية. ونقلت أيضا عن عسكريين أمريكيين عرفوا السيسى خلال وجوده فى الولاياتالمتحدة للحصول على زمالة كلية الحرب العليا عام 2006 أنه رجل متدين ومواظب على الصلاة ، وكتاباته كانت تعكس وعيه بأن تحقيق الديمقراطية فى الشرق الأوسط ربما يكون مليئا بالصعوبات. ومن جانبها ، قالت وكالة الأنباء الفرنسية: إن السيسى نجح فى بضعة أشهر فقط فى منصب وزير الدفاع فى كسب شعبية واسعة لا ينازعه فيها أى سياسى آخر منذ ثورة يناير. وقالت عنه : «خلف هدوئه الدائم الذى رأى فيه المصريون دليلا على الثقة فى النفس ، تختبئ شخصية ضابط عنيد خاض من دون أن يهتز مواجهة دامية مع جماعة الإخوان المسلمين ، الحركة السياسية التى ظلت لعقود طويلة الأكثر تنظيما فى البلاد». وأضافت : «حتى منافسيه المحتملين على مقعد الرئاسة مثل حمدين صباحى يعترفون بأن «شعبيته جارفة» ، وبأنه صار «بطلا شعبيا». وخلافا للزعامات التقليدية ، لم يكتسب السيسى هذه الشعبية معتمدا على الخطب الرنانة او اللهجة الحماسية ، وإنما هو على العكس يتحدث دوما بصوت خفيض وبنبرة هادئة ويفضل اللهجة العامية البسيطة على العربية الفصحى ، بحسب الوكالة الفرنسية. وأضافت الوكالة أنه على الرغم من أن الرجل أمضى معظم سنين عمره ال59 داخل ثكنات الجيش المصرى ، فإنه لم يكن فى السنوات الأخيرة خصوصا بعيدا تماما عن السياسة ، فعندما كان رئيسا للمخابرات العسكرية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ، وضع السيسى ما بات يعرف الآن ب«خطة استراتيجية» لتحرك محتمل لمواجهة «توريث الحكم» تحسبا لترشح جمال مبارك للرئاسة ، بحسب ما قاله عسكرى مقرب منه للوكالة الفرنسية طلب عدم الكشف عن هويته ، وبعد قيام ثورة يناير التى قطعت الطريق على فكرة التوريث ، كان السيسى مسئولا عن الحوار مع القوى السياسية ، بما فى ذلك جماعة الإخوان ، فتعرف على كل القيادات السياسية الموجودة على الساحة. كما وصفت الوكالة السيسى بأنه رمز القومية الجديدة فى مصر بعد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن ترشح السيسى للرئاسة خطوة حاسمة لتعزيز قوته فى الدولة ، بعد أن كان قد برز كصانع القرار فى الحكومة منذ عزل مرسي. أما صحيفة «وول ستريت جورنال» فقالت إن السيسى يتمتع بتأييد جماهيرى ضخم ، وأشارت إلى أن خطابه غلبت عليه النزعة القومية ، وخاصة عندما قال إن الرئيس المقبل لمصر يجب أن يستعيد كرامتها ويمنعها من أن تكون ملعبا لأى طرف داخلى أو إقليمى أو دولي. وقالت صحيفة «يو إس إيه توداى» إن المصريين يعتبرون السيسى رجلا قويا سيعيد الحياة لمصر إلى طبيعتها. ونقلت الصحيفة عن روبرت سبرنجبورج الخبير فى الشئون العسكرية المصرية والأستاذ فى قسم دراسات الحرب بكلية كينجز فى لندن إنه فى حالة انتخاب السيسى رئيسا فإنه من المتوقع أن يضبط الأوضاع الأمنية والسياسة الخارجية لمصر ، وستنفتح مصر أيضا على الاستثمارات الخارجية ، مما سيجعلها مكانا مميزا للاستثمار ، مضيفا أن منطقة قناة السويس التى تعتبر الجسر بين آسيا وأوروبا ستظهر كمنطقة اقتصادية عالمية. وكتبت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن المشير السيسى «الرجل القوى الجديد فى مصر» ، وهو المرشح الأوفر حظا فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى أكبر بلد عربى من حيث عدد السكان. من جانبها ، أشارت صحيفة «ليبراسيون» إلى أن السيسى يعد الشخصية الأكثر شعبية حاليا فى مصر. وأعلن الاتحاد العام لمصريين بالخارج بالسعودية دعمه وتأييده لترشيح السيسى لانتخابات الرئاسة.