«الاستثمار فى الشعوب والرخاء والسلام».. عنوان القمة الأوروبية الإفريقية الرابعة المقرر عقدها فى الثانى والثالث من أبريل المقبل فى بروكسل، والتى تأتى بعد القمم السابقة التى عقدت فى القاهرة ولشبونة وطرابلس.ومن المتوقع أن تمثل هذه القمة خطوة أخرى مهمة نحو تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبى والقارة الإفريقية . ويأتى انعقاد القمة وسط تطورات متلاحقة شهدتها القارتان تستلزم اعادة النظر فى هيكل العلاقات بينهم وتفعيله، فعلى سبيل المثال شهدت القارة الأوروبية توسعات بانضمام دول جديدة لعضوية الاتحاد الأوروبى كما شهد المشهد الإقتصادى فى أوروبا تغيرات فر ضتها عليه الصعوبات الإقتصادية التى طرأت. وعلى الجانب الافريقى أيضا حدثت تغيرات عديدة، ومن ثم هناك صعوبات تواجه الجانبين ولكن فى الوقت نفسه هناك آمال كبيرة مشتركة بينهما يجب العمل على تحقيقها. ووصف المبعوث الأوروبى للقمة هانز بيتر شاديك التحديات العديدة التى تواجه التعاون الاوروبى الأفريقى بقوله يظل التحدى المشترك أمام كل من أفريقيا وأوروبا هو تعزيز نمو إقتصادى مستدام والتأكيد على أنه شمولى فى خلق فرص عمل وتحسين الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتحسين مناخ الاعمال وتعزيز تطور المشروعات الصغيرة والمتوسطة مع إعطاء إهتمام خاص للمرأة والشباب. وكان شاديك قد زار مصر منذ فترة ضمن جولة له فى عدد من الدول الإفريقية للإعداد لهذه القمة المرتقبة. فقد زار الى جانب مصر، تونس والمغرب ودول إفريقية أخرى لتأكيد على مستوى المشاركة فى القمة والعمل على إجراء مناقشات بناءة ونشر المعلومات بشأن هذه القمة للفاعلين الآخرين بها مثل مجتمع الأعمال. وعن المجالات الثلاثة التى أختيرت لتكون محل تركيز للقمة وهى الشعوب والرخاء والسلام، نجد أن الاستثمار فى الشعوب هو جوهر تلك الشراكة الأوروبية الأفريقية وستتيح القمة الفرصة لمناقشة كيفية الاهتمام بالثروة البشرية من خلال التعليم والتدريب وذلك لكل من المرأة والشباب. وقال شاديك ان القارة الإفريقية تواجه تحديا كبيرا وهو المعدل السكانى المتزايد وهو الامر الذى يفرض ضرورة خلق فرص عمل . أما الاستثمار فى الرخاء، فعلى القارتين إيجاد طرق مشتركة لتحفيز النمو الذى من شأنه خلق فرص العمل للشباب. وعلى هامش القمة يتم الإعداد لمنتدى اعمال دولى حتى يتمكن الساسة و قادة مجال الأعمال من القارتين للقاء والتباحث. واخيرا الاستثمار فى السلام، فهو أساس التنمية وحماية الشعوب. وثبت ان التعاون بين القارتين فى هذا المجال يؤتى ثماره، مثلما كان الحال فى منطقة القرن الافريقى مثلا. لذا ستبحث القمة سبل دعم التعاون بين أوروبا وإفريقيا فى هذا الشأن. لذا فمن المتوقع أن تمثل القمة فرصة لتعميق العلاقات بين القارتين واستكمال آفاق الاقتصاد والتطور الواعدين بالمستقبل.