خلال جلسة صاخبة وعاصفة، وافق البرلمان الأوكرانى أمس على استقالة وزير الدفاع إيجور تينيوخ بسبب طريقة إدارته الأزمة وعين رئيس حرس الحدود ميخائيلو كوفال مكانه، كما استقال سيرجى كونيستين أحد ممثلى الرئيس الأوكرانى الانتقالى من مهامه اعتراضا على تقاعس السلطات فى كييف فى مواجهة أزمة القرم، وذلك فى الوقت الذى أكدت فيه روسيا أن قرار مجموعة الثمانى الصناعية الكبرى بوقف الاتصالات معها لن يسيء لموسكو فقط وإنما للدول الاعضاء الآخرين ويأتى بنتائج عكسية. وبعد أن رفض البرلمان استقالة تينيوخ فى بادئ الأمر بسبب عدم الحصول على الأصوات الكافية، عاد وصوت عليها 228 نائبا فى المجلس من أصل 450، ثم وافق 251 نائبا على تعيين كوفال الضابط الكبير الذى كان متمركزا فى القرم واعتقل لفترة وجيزة فى مطلع مارس الجارى من قبل قوات موالية لروسيا. وكان تينيوخ قد تلقى انتقادات حادة بعد أن شكت القوات الأوكرانية فى القرم من نقص الأوامر من كييف. وجاء التصويت الثانى بعد مشاورات بين زعماء فصائل الأحزاب والرئيس الانتقالى فى أوكرانيا رئيس البرلمان أولكسندر تيرتشينوف الذى قال "نحن بحاجة لأن يكون هؤلاء الذين يعملون ويتخذون القرارات أخصائيين ، وأن يعرفوا كيف يتصرفون فى ظروف صعبة وظروف خطر وظروف مواجهة عسكرية". وكان بطل الملاكمة السابق فيتالى كليتشكو زعيم حزب "أودار" قد هدد بالمطالبة برحيل الرئيس الانتقالى إذا لم يحصل تغيير فى وزارة الدفاع. ولدى اعلان استقالته أثناء برنامج تليفزيونى للقناة الأولى الأوكرانية، قال سيرجى كونيستين أحد ممثلى الرئيس الانتقالى الأوكرانى "أشعر بالعار لهذه المسالة برمتها". وأثارت إدارة الأزمة من قبل كييف انتقادات شديدة واتهامات بالعجز حتى من داخل السلطة الانتقالية التى تسلمت الحكم منذ إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وفى الوقت نفسه ، وزعت أوكرانيا مسودة قرار فى الجمعية العامة للأمم المتحدة تعلن فيه بطلان الاستفتاء الذى أجرى فى منطقة القرم لضمها إلى روسيا ، وهى وثيقة تكرر نصا استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" لإبطاله فى مجلس الأمن فى وقت سابق من الشهر الجاري. وقال دبلوماسيون غربيون ل «رويترز» إنه إذا وافقت الجمعية على مشروع القرار فإنه سيكون غير ملزم ولكنه سيبعث برسالة سياسية قوية عن افتقار روسيا للدعم القوى بشأن قضية القرم إذا حصلت أوكرانيا على أغلبية قوية لصالح القرار ، ومن المقرر أن تجتمع الجمعية العامة لمناقشة الأزمة الأوكرانية غدا الخميس ، حيث من المتوقع أن يجرى التصويت على مشروع القرار. وفى موسكو ، ذكر ديميترى بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى تصريحات لوكالة "إيتار تاس" الروسية أن الكرملين يرى امتناع دول "الثماني" عن متابعة الحوار مع روسيا الاتحادية كعمل غير بناء بالنسبة لروسيا ، وللدول الأخرى أيضاً. وأكد أن موسكو مهتمة بمواصلة الاتصال بالدول الأعضاء فى مجموعة الثمانى على كل المستويات، وقال بيسكوف "فيما يتعلق بالاتصالات مع دول مجموعة الثمانى، فإننا مستعدون لها ومهتمون بها ولكن عدم رغبة الدول الاخرى فى مواصلة الحوار يأتى ، من وجهة نظرنا، بنتائج عكسية بالنسبة لنا ولشركائنا". وتعاملت موسكو بسخرية مع قرار المجموعة، واعتبرت أنه لن يكون كارثيا عليها، واصفة مجموعة السبع بأنها تجمع غير رسمي. وفى بروكسل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى "الناتو" أندريس فوج راسموسن أمس أن الحلف قلق للغاية من الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، وأن خططه جاهزة للدفاع عن الدول الأعضاء.