لقب مذيع تلك المهنة الراقية والتي تتطلب قدراً لا بأس به من الكاريزما الشخصية والوجاهة واللباقة والثقافة المتنوعة والمتعددة للمذيع إلى جانب ضرورة إلماسه التام بمفردات اللغة العربية وأدبياته بفهم. مذيع وصاحب لسان فصيح منطلق ، وأتذكر عندما كنا طلاباً بكليات الإعلام إذا أردنا الالتحاق بقسم الإذاعة والتليفزيون كانت هناك عدة شروط أهمها على الإطلاق طلاقة اللسان وخروج جميع الحروف سليمة وواضحة ، وكان يتم استبعاد الزملاء أصحاب الحروف غير السليمة في النطق وان كانت جميع المواصفات والشروط والتقدير العام متوافرة في الطالب. إذن كان مجرد الدخول إلى قسم الإذاعة والتليفزيون للدراسة فقط وليس للإجازة للعمل كمذيع يتطلب توافر كل هذه الشروط القاسية لأهمية مهنة المذيع. لكن تشاء الأقدار ان يمتهن هذه المهنة السامية كل من هب ودب المتخصص وغير المتخصص الفصيح وغير الفصيح ، ونشاهد كل يوم بزوغ نجم جديد ومولد مذيع لمجرد ظهوره كضيف في احد البرامج لعدة حلقات حتى يصبح بقدرة قادر خلال أيام مذيعا بإحدى القنوات بالتليفزيون المصري ، وخصوصا قنوات التوك شو وأصبحنا نشاهد لاعب كرة القدم مذيعا والحكم الدولي كذلك الطبيب والناشط الحقوقي والصحفي والمحامى ورجل الأعمال وغيرهم الكثير .... الخ و الدور في اعتقادي سيكون في صالح أصحاب المهن الحرة كالسباك الذي سيقدم برنامجا عن السباكة وفنونها ثم الحداد والفران وغيرهما. إضافة إلى الفنان والمطرب حتى الراقصات أصبحن مذيعات ومقدمات برامج أرايتم سفها أكثر من ذلك ، ونعيب على النشء ونتساءل لماذا تغيرت سلوكياتهم وأصبحوا مفلسين ثقافيا وتعليميا ؟ فمعهم كل الحق وهم يتلقون يوميا عبر الشاشة عشرات المذيعين والمذيعات غير المؤهلين لذلك وكل مؤهلاتهم أنهم نجوم مجتمع صنعتهم الفضائيات وهم يظهرون عليها كضيوف دائمين في وجبة عصية على الهضم نتجرعها مع اولادنا بالإكراه. اذن مافائدة وجود كليات ومراكز ومعاهد متخصصة في الاعلام يدرس خلالها الطالب المواد المؤهلة للصحافة والإذاعة والتليفزيون نظريا وعمليا ليخرج مسلحا بالعلم و بكل ما هو جديد في عالم الصحافة والإعلام .... وإذا كان الأمر بالفهلوة وبالعلاقات الخاصة مع اصحاب وملاك القنوات فلماذا نرى ذلك في تليفزيون الدولة الذي بدأ يحاكى برامج التوك شو، وأرى أنه على الدولة المصرية إغلاق جميع كليات الاعلام وترك الأمر لمافيا الإعلام الخاص والعام ، وعلينا نحن التعاطى مع هؤلاء المغتصبين لمجال الإعلام – غصب واقتدار – مع الاعتذار إلى اللمبى فنحن في مجتمع صناعة المذيع سواء صناعة أمنية أو انتهازية ممن يجيدون استغلال أنصاف الفرص وتعالوا معنا نترحم على مذيعى الزمن الجميل زمن الأبيض والأسود بعد أن أصبح كل شئ حولنا ملونا بالوان الطيف والضباب الإعلامي. لمزيد من مقالات فهمى السيد