تبدلت الحياة فى لحظة من حياة إنسانة طبيعية تقضى يومها منذ الصباح الباكر إلى بعد منتصف الليل واقفة على قدميها أحيانا دون أن أشعر إلى ما يقرب من خمس ساعات ما بين التنقل من عملى والمنزل ومتابعة إبنى ومذاكرته وما يطلبه زوجى إلى جانب ما يجد يوميا من مناسبات خاصة تحتاج لتأدية الواجب بها. كل هذا ولم يخطر ببالى أنى فى لحظة سأصبح من ذوى الإحتياجات الخاصة وبعد أن كنت أقوم بكل شئ بالنيابة عن زوجى وإبنى أصبح كل من حولى يساعدنى حتى يمكننى ان أنتقل من السرير إلى الكرسى أو مساعدتى فى تناول الطعام أو الدواء أو تبديل ملابسى أو تصفيف شعرى أو.. أو.. أو .
هى مجرد حادثة سيارة ذات ليلة تحولت بها من شخص طبيعى إلى حالة خاصة تستخدم الكرسى المتحرك وبدأنا نبحث عن الأماكن التى يمكن الذهاب إليها ولكن بها أماكن مخصصة لذوى الإحتياجات ولأول مرة يلتفت نظرى لمثل هذه الأمور أنه لايوجد مكان فى الرصيف للكراسى المتحركة كما أن معظم العيادات ومراكز التحاليل والإشاعات لا يوجد بها أماكن مخصصة لصعود كرسى متحرك وكذلك البنوك و المحلات الشهيرة لم تهيأ مدخلها لذلك حتى أن المولات المنشأة حديثا لم يخطر ببال مصمميها أن هناك أشخاص غير طبيعيين يودون أن يعيشوا حياة طبيعية من فوق كرسى متحرك !! بالمقارنة بمن فى نفس وضعى الصحى فى الخارج علمت من أخى الذى يعمل دبلوماسيا بإحدى الدول الأوروبية أن أى مكان هناك لابد أن يوجد به جزأ مخصص للكراسى المتحركة بدءا من جراجات المنازل ورصيف الشارع والسوبر ماركت وكذلك المطاعم ولا يمكن أن يجد صاحب الإعاقة ما يمنعه من ممارسة حياته اليومية ولايختلف عن الإنسان الطبيعى إلا أنه يستخدم الكرسى المتحرك الكهربائى حتى لاينتظر المساعدة مما جعلنى أفكر جديا فى الهجرة إلى أى بلد أوروبى حتى لا أعانى صعوبة الإنتقال من مكان إلى أخر ولا يحاول الناس مساعدتى لأننى لا أستطيع صعود السلم أو الرصيف ثم يتجمعون لحملى أنا والكرسى حتى أصل للمكان الذى أريده. لمزيد من مقالات د.دعاء قرنى