تقع قرية «شبشير الحصة»، على بعد 12 كيلو مترًا من مدينة طنطا، باتجاه المحلة الكبرى.. تحتل بنحلها ومنتجاته ومستلزماته، شهرة عالمية..، فقد قصدها النحالون من البلاد العربية. ويبلغ عدد سكان «شبشير» نحو 40 ألف نسمة، ليس بينهم عاطل واحد؛ حيث إن أهلها يعملون بحرفة «النحالة»، التى ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، منذ قرن من الزمان.. الأمر الذى يجعل من هذه القرية نموذجًا يُحتذى به، بعد ان انطلقت من المحلية إلى العالمية، بتصديرها عسل النحل ومنتجات النحل الأخرى ومستلزماته لجميع الدول العربية. واللافت أن السمة الغالبة على أهل هذه القرية هى اهتمامهم بالتعليم الأزهري، حتى أن معظم أبنائها يحفظون سورة «النحل»، بل يحفظون القرآن الكريم كاملا. يؤكد المهندس إبراهيم على ماضي، الأمين العام لاتحاد النحالين العرب (أحد مربى النحل بقرية شبشير) أن «النحالة» هى أقدم حرفة عرفها المصريون، حتى قبل الزراعة، وهذا مسجل فى مقابر الفراعنة فى الأقصر، ومنطقة سقارة بالجيزة، وأنها هى الحرفة الأساسية لأبناء قرية «شبشير الحصة» لأنه فضلا عن أنها وراثة، فإن معظم أهل القرية ليسوا من أصحاب الحيازات الزراعية، مما أدى لاكتساب شبابها مهارات عالية، ومن ثَمَّ حصولهم على رواتب مجزية، وقال: «الإيد التعبانة شبعانة»، مشيرًا إلى أن القرية بحاجة إلى عمالة مدربة، نظرًا لانتشار أسواق ومصانع منتجات النحل ومستلزماته. ويفاجئنا الأمين العام لاتحاد النحالين العرب بقوله: إن «شبشير» ليس بها حاليًّا نحل كثير؛ وأن معظم مناحلها يتم نقله خلال موسميْ الخريف والشتاء إلى الصحارى والساحل الشمالي، وهو ما يعرف باسم «النحالة المرتحلة»؛ وذلك للحفاظ على المناحل من «التضاؤل»، والاستفادة من الأعشاب البرية، ثم تكون العودة إلى القرية فى موسم الربيع «البرسيم». ويضيف «ماضي» أن الشهرة التى اكتسبتها «شبشير» كونها «قِبلة النحالة العربية» منذ المؤتمر الثالث لاتحاد النحالين العرب عام 2003، جعلتنا نحتفظ بمنصب الأمين العام، وأنه تم تنظيم المؤتمر الدولى الأول للنحالين المصريين فى قرية «شبشير الحصة» عام 2009، بحضور 17 دولة عربية وأجنبية، من بينها: فرنسا، وتركيا، وأمريكا. ويشير إلي: إن القرية تعمل حاليًّا على قدم وساق، للإعداد لتنظيم المؤتمر السابع لاتحاد النحالين العرب، خلال الفترة من 15 : 18 ديسمبر المقبل، بحضور وفود من 30 دولة على مستوى العالم، تحت رعاية الأمين العام للجامعة العربية، ووزير الزراعة، ومحافظ الغربية.. فشبشير تصدر نحو 100 ألف طرد نحل سنويًّا إلى المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ما يتم تصديره للدول العربية الأخرى، مثل: الإمارات، والكويت، والأردن، ولبنان، وتونس، والجزائر، والمغرب، وسلطنة عمان وقريبا أوروبا. كما يطالب بإنشاء قسم متخصص فى نحل العسل بالمدارس الزراعية سواء فى محافظة الغربية أو غيرها من المحافظات، وكذلك إنشاء معهد متخصص فى تربية نحل العسل، أسوة بالدول الأوروبية.