غدا, تحل الذكري الأولي لثورة25 يناير المجيدة التي فجرها الشباب والتف حولها الشعب ودعمها وحماها الجيش واستطاعت أن تسقط خلال 18 يوما أعتي الأنظمة الفاسدة, فأبهرت العالم بسلميتها وشعاراتها: عيش.. حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية, وبشبابها الذين أسقطوا حاجز الخوف, ولم يكونوا محسوبين علي تيار سياسي أو حزب أو جماعة, وأجادوا توظيف شبكات الاتصال الاجتماعي في المفاجأة والتنظيم والحشد... ولم يكن لهم حزب أو قيادة محددة, وتلك كانت عبقرية انفردت بها الثورة سرعان ما تحولت إلي ثغرة إستغلها الانتهازيون والرجعيون وبقايا النظام الفاسد السابق, فسرقوا الثورة وخطفوها. وقد نبهت لتلك العبقرية وامكانية تحولها الي نقطة ضعف في مقال نشر في هذا المكان بعد الثورة بعدة أيام كان بعنوان: حزب ثورة 25 يناير الوليد طالبت فيه هؤلاء الشباب بتشكيل حزب سياسي قوي وإختيار قيادة موحدة لهم, فهم يملكون أفكارا وطنية ثورية متميزة تصلح أن تكون برنامجا لحزب يشارك بفعالية في العمل الوطني ويلقي قبولا وشعبية, ولو فعلوا ذلك ولم يتفتتوا إلي تحالفات وائتلافات عديدة, لكان خيرا لمصر. وتحل علينا هذه الذكري وسط حالة من الخوف والتوتر والتوقعات غير المحمودة, فهناك بعض الائتلافات والقوي السياسية التي تري في الاحتفال بها تذكير بدم الشهداء وتضحيات الثوار واستمرارا في المطالبة بمطالب الثورة بينما أعلنت ائتلافات وقوي سياسية أخري رفضها أن تتحول هذه الذكري الي مناسبة للإحتفال والابتهاج لصرف أنظار الشعب عن أن ثورته تسرق وأهدافها لم تتحقق, ودعت إلي مظاهرات غضب وعنف مليونية واعتصامات للإنهاك لا تفض حتي تتحقق مطالبهم بتسليم السلطة من المجلس الأعلي لرئيس مجلس الشعب الجديد, وفتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة بحلول هذه الذكري, وهناك خشية من ان تنفلت الأمور ويتصاعد العنف والفوضي وتدخل مصر في مرحلة لا تحمد عقباها, أما المجلس العسكري فقد قرر ان يكون يوم25 يناير عيدا قوميا, يتم الاحتفال به إعترافا بفضل الثورة وتكريما لشهدائها وتأكيدا علي استكمال تحقيق أهدافها.. إننا ندعو الله ان تمر هذه الاحتفالات علي خير وأن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين