حديث المشير عبدالفتاح السيسى الأخير خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني لشباب الأطباء وحديثي التخرج الأسبوع الماضى الذى أكد فيه أن مصر تمر بظروف اقتصادية صعبة للغاية وتستوجب من جميع أبنائها العمل بجد فى سبيل الخروج بها من عثرتها كان كاشفا وفاضحا فى نفس الوقت. الحديث كان كاشفا للحالة المتردية التى وصلت لها مصر على مدار ثلاث سنوات تعرضت خلالها الى عمليات نهب وتجريف منظم فى ظل حرب مفتوحة مع أجهزة الأمن باعتبارها حجر العثرة المعيق لهذه العصابات وعلى رأسها فلول الحزب الوطنى المنحل وعصابة الإخوان الإرهابية.. كما كان حديث المشير فاضحا للكثير من عناصر الطابور الخامس الذين يخوضون حربا شرسة بالوكالة عن أعداء الخارج وجهات التمويل الأوروبية والصهيونية ضد مصر وبلدان المنطقة العربية، وتم استغلال هذه الصراحة - الغير معهودة من موظف عمومى-، وروجوا لأفكارهم الشيطانية الهدامة وومارسوا هوايتهم بالرقص على الآم الفقراء وأشاعوا كذبا أن "الرئيس عبد الفتاح السيسى" – باعتبار ما قد يكون – سوف يفرض سياسة تقشفة وانتقامية على الفقراء ليزداد الفقير فقرا والأغنياء غنى. والسيسى لم يفعل شيئا سوى أنه واجه الناس بالحقيقة.. وهذا فى حد ذاته كان كافيا لإحداث صدمة كبيرة لأشخاص لم يشغلوا غير منصبا واحدا طوال حياتهم وهو منصب "المرشح الرئاسى المحتمل".. وصراحة الرجل كشفت أيضا أن هؤلاء "المحتملون" لم يستوعبوا دروس الماضى القريب وأن الوعود الكاذبة والبرامج الوردية ومشروعات النهضة الوهمية لن تنطلى مرة أخرى على شعب خرج فى ثورتين وأسقط نظامين وحافظ على بلده من الانهيار.. المرحلة المقبلة تستوجب على كل أبناء مصر المخلصين بذل الجهد والعرق والتخلى عن الأناية، وأن يكاشف المسئولين الشعب بالحقيقة وألا يقدموا وعودا لن يستطيعوا تحقيقها، وأن تنتهى حالة الإتجار بأحلام البسطاء فورا .. المصريون الآن أحوج ما يكونوا إلى من يصارحهم لا إلى من يخدعهم أو من يستغل طيبة قلوبهم.. الصراحة أثابكم الله. لمزيد من مقالات إسماعيل جمعة