ليس عندى ما أقوله تعقيبا على التقرير السنوى الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية والذى تضمن جزءا عن حقوق الإنسان فى مصر سوى اقتباس اسم المسرحية الشهيرة «شاهد ماشفش حاجة» كعنوان لهذا التقرير المشبوه.. بل ربما أضيف إلى ذلك اعتقادى بأن عدم الرؤية الأمريكية للحقيقة ليس نابعا من إصابة شهودها بالعمى وإنما هى انعدام متعمد لعدم رؤية الحقيقة وتلك للأمانة عادة أمريكية أصيلة فى قراءة الواقع العربى بشكل عام والواقع المصرى بشكل خاص. إن التقرير الأمريكى المشبوه يتجاهل ثورة شعب بأكمله فى 30 يونيو عندما خرج أكثر من 33 مليون مصرى إلى الشوارع والميادين ويرى فى ذلك إطاحة بحكومة مدنية منتخبة فى الوقت الذى تنحاز فيه أمريكا وتحرض حلفاءها لدعم 40 ألف أوكرانى تظاهروا فى العاصمة كييف وأطاحوا بالرئيس الأوكرانى المنتخب «يانكوفيتش» ولتذهب الشرعية المزعومة إلى الجحيم فى ظل سياسة الكيل بمكيالين ومنطق إزدواجية المعايير الذى يحكم رؤية الشاهد الأمريكى لما يجرى فى العالم من أحداث. ثم لعلنا نتساءل دون إغفال لكون الولاياتالمتحدةالأمريكية قوة عظمى لها اهتماماتها ولها مصالحها... من الذى أعطى واشنطن حق دس الأنف فى الشئون الداخلية للآخرين.. وبأى معيار تبيح أمريكا لنفسها حق التدخل العسكرى فى أفغانستان والعراق وليبيا وحق التدخل غير المباشر فى اليمن وسوريا والصومال، بينما بدأت تقيم الدنيا ولا تقعدها ضد روسيا لمجرد أنهاتحركت وقائيا لحماية مصالحها الحيوية فى أوكرانيا الملاصقة لها جغرافيا والتى يقطنها سكان ذوى أصول روسية وفى إطار معاهدة موقعة منذ سنوات بين موسكو وكييف. إن الشاهد الأمريكى الذى يفتح عينيه على وقائع مصطنعة ومصنوعة فى بلادنا هو ذات الشاهد الذى يتعامى عن رؤية انتهاكات أمريكا الفاضحة لحقوق الإنسان فى سجون جوانتانامو وأبو غريب ولا يشير بأدنى إشارة إلى جريمة التنصت على البشر داخل أمريكا ذاتها وعلى امتداد العالم . أدبا فقط أصف التقرير بأنه «شاهد ما شافش حاجة» ولو أن محتواه يستحق التعامل معه بكل مفردات «قلة الأدب»! خير الكلام: قمة الحماقة.. إهانة الحقيقة وتزييف الواقع ! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله