هل ستختفي المظاهرات والاعتصامات عقب الانتهاء من انعقاد جلسات مجلسي الشعب والشوري, والموافقة علي الدستور وتعديلات مواده لتكون واضحة وليس فيها أدني لبث لمواده وانتخاب رئيس الجمهورية الذي سوف يشهد دعاية كبيرة لمرشحيه إن لم توضع شروطا ديمقراطية للحد من اعداد المرشحين, كل هذا سوف يأخذ وقته الذي تحدد له نهاية شهر يونيو المقبل. ولكن السؤال الأكثر جدية هل سيعود الهدوء إلي مصر ويبدأ الاقتصاد المصري في التحسن, وتنموالبلاد بشكل يرضي عنه الجميع, وهل سيتحقق أمن البلاد بالشكل الذي سيؤدي الي المحافظة علي كل هذه المطالب التي أخذت من عام كامل ونصف العام وأصبح هناك شفافية لثورة المواطنين, كل هذا سيجاب عليه ابتداء من الاحتفالات التي ستجري في كل مدن مصر من الشمال الي الجنوب ومن الشرق الي الغرب بما فيها سيناء. اعتقد انه أصبح الآن لا خوف من ذلك, خاصة اذا عرضت مطالب الشعب كبيرها وصغيرها علي نواب الشعب الذي سيقوم بتحقيقها لانه قام بثورته من أجلها, المهم والأكثر رغبة في معرفته ان الشعب سوف يلتزم بقرارات نوابه حتي لو انها لم تحقق رغباته في التو ولكنه سوف يكون لديه ايمان ومصدق لما سيقال له سواء ان ننتظر بعض الوقت أو أن التحقيق لهذه المطالب سيأتي فورا. لقد عاني الشعب الكثير من الآلام علي مر عشرات السنوات وفقر سحفا علي معيشة الطبقة الوسطي لدرجة ان جميع أفراد الشعب يخشون الآن من افلاس الدولة والتي لولا وقوفها بحزم في الأيام الأخيرة لحدث انهيار. ومن سيكون متضررا ؟ الشعب كله بالطبع. ولكن هناك إيمانا بأنه مادام الأمن يمسك البلاد بقبضة ديمقراطية متشددة ستكون المسيرة هي ما يطلبه الجميع, ومعروف ان الحرية والديمقراطية والعدالة هي كل شيء الآن, ليس هناك غموض وليس هناك تلاعبا بمقدرات الشعب. إن المعاناة حقيقة هي الطريق الوحيد التي معها يعرف الشعب مكاسبه من انجازات, أما المضللون فلن يستوي حالهم مهما قدم لهم, وغدا سوف يأتي يوم الوعد ونحن جميعا في الانتظار.