تشير الأبحاث إلى أن العديد من الناس يبتعدون الآن عن استخدام أدوية البرد ويفضلون استبدالها ببعض المكملات الغذائية مثل الزنك وفيتامين "ج" وال"إشنسا" وغيرها. وقد يكون الدافع وراء ذلك التقاريرالأخيرة لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية التي تنبه إلى عدم فاعلية معظم أدوية البرد المتاحة في السوق.هذا ما يوضحه د.وائل لطفى أستاذ طب الأطفال بطب قصر العينى، مشيرا إلى أن البرد والانفلونزا شيئان مختلفان حيث إن أعراض الإنفلونزا أكثر حدة مثل الحرارة المرتفعة والصداع وآلام الجسد، كما أن الإنفلونزا أكثر خطورة من حيث المضاعفات، ولكن نظرًا لأن الأعراض متداخلة يكون العلاج مجمعًا للاثنين معًا. ويوضح أن أشهر المكملات التي تستخدم لمكافحة البرد والأنفلونزا والتى تم دراسة فاعلية بعضها مع نزلات البرد والبعض الآخر مع الانفلونزا: فيتامين (ج ) لنزلات البرد: على مستوى الوقاية، يعزز فيتامين "ج" بعض جوانب جهاز المناعة، لكن على الرغم من ذلك لا يوجد دليل على قدرته على منع الإصابة بأدوار البرد، أما على مستوى العلاج فتبدو الدلالة أفضل حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن فيتامين "ج" يمكن أن يقلل من أعراض البرد بما يتراوح بين 24 و 36 ساعة، لكن أبحاثا أخرى تشير إلى أن استخدام جرعات كبيرة من فيتامين "ج" تصل إلى 3 جرامات باليوم لا تحدث فرقًا في العلاج، ويجب الأخذ في الاعتبار أن الجرعات الكبيرة من فيتامين "ج" يمكن أن تسبب إسهالا عند الأطفال. إشنسا لنزلات البرد: تتعارض النتائج هنا أيضًا ربما لوجود أنواع عديدة من الإشنسا، ففي حين تنفي بعض الأبحاث صفة العلاج عن الإشنسا، تشير أبحاث أخرى إلى فاعليتها في تخفيف الأعراض من 10 إلى 30 %، ويتفق معظم الخبراء على نجاح نوع معين من الإشنسا في علاج البرد وهو نوع يسمى بإشنسا بوربوريا. لكن هل تعطي الإشنسا القدرة على الوقاية من نزلات البرد؟ الأبحاث تجيب بالنفي. الزنك لنزلات البرد تشير الأبحاث المعملية إلى أن الزنك لديه القدرة على مكافحة الفيروسات المسببة للبرد داخل أنابيب الاختبار، لكن ليس من الواضح بعد إذا كانت لديه نفس القدرة داخل الجسم. وتشير بعض الدراسات إلى أن الأقراص التي تحتوي على جرعات من 9 إلى 24 ملليجرام من الزنك تقلل من حدة الأعراض ومدة المرض، كما تشير بعض الأبحاث الأخرى إلى عدم وجود علاقة بين استخدام الزنك وبين الأعراض، ربما نتيجة وجود تركيبات مختلفة من الزنك. وفي كل الأحوال يجب عدم استخدام الزنك لفترات طويلة حتى لا يسبب نقصا في عنصر النحاس في الجسم. أما على صعيد الوقاية، فلا يوجد دليل إلى الآن على أن استخدام الزنك يقي من الإصابة بنزلات البرد. الثوم لنزلات البرد والمناعة مثل العديد من المكملات الغذائية الأخرى يلعب الثوم دورًا في تحفيز جهاز المناعة، كما يمتلك الثوم القدرة على مكافحة الفيروسات، وتوجد دلائل مبدئية على قدرته على الوقاية من الإصابة بالبرد. ويعمل الثوم بشكل أفضل إذا كان نيئا، سواء مقطعا أو مفروما، أما الطهي الزائد له فيدمر الإنزيمات التي تعطيه فاعليته. الجينسنج للبرد والإنفلونزا: يشيع استخدام مختلف أنواع الجينسنج كمحفز لجهاز المناعة وكعلاج لنزلات البرد، كما يتميز نوع من الجنسنج (وهو جنسنج باناكس) من درجة الحماية التي يوفرها مصل الأنفلونزا. المكملات المجمعة لعلاج البرد والإنفلونزا: توجد بعض المكملات في صورة مجمعة مثل خليط من فيتامين "ج" وزنك وإشنسا، ونظرًا لقلة الأبحاث التي أجريت عليها يفضل الاعتماد على كل عنصر على حدة باستخدام التركيز المناسب له. وحتى الآن لا يوجد دلالة إذا ما كانت هذه المكملات المجمعة تقاوم البرد والإنفلونزا بشكل أفضل أم لا. ويعتبر د.وائل استخدام المكملات الغذائية لمكافحة البرد والإنفلونزا لدى الأطفال خيارًا مناسبًا بشرط مراجعة طبيب الأطفال حيث إن معظم هذه المكملات تمت دراستها على البالغين، ويوصى بأن يأخذ طفلك تطعيم الإنفلونزا الموسمية كل عام فى موعده كإجراء وقائى.