يجرى صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين مباحثات اليوم مع الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية يطلعه خلالها على كل التفاصيل المتعلقة بمسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فى ضوء الاجتماع الأخير الذى جرى بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكية جون كيرى فى باريس مؤخرا والمقترح الخاص بالاتفاق الإطارى بين الجانبين. وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة، فى تصريحات ل «الأهرام» إن هذه المباحثات تعكس موقف الجامعة العربية الداعم بقوة هذه المفاوضات والموقف الأمريكي، منتقدا فى الوقت نفسه تصرفات الجانب الإسرائيلي، وأضاف إننا بانتظار كيفية معالجة «كيري» لهذه الأزمة، ولدى الرئيس الأميركى باراك أوباما رسائل واضحة من الجانب العربى والفلسطينى حول محددات التحرك، على أسس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، معربا عن أمله فى ألا يحدث خلل فى تطبيق العدل والقانون الدولي. يأتى ذلك قبل توجه رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو اليوم الى واشنطن لعقد لقاء مع الرئيس الامريكى باراك أوباما غدا يفترض أن يحدد مستقبل عملية السلام الشرق أوسطية. ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز فى عددها الصادر أمس نقلا عن مسئولين أمريكيين كبار بأن أوباما سيلح على نيتانياهو للقبول باتفاق إطار حول المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية يعمل على صياغته حاليا وزير الخارجية جون كيرى . ويفترض أن تفضى محادثات السلام التى استؤنفت فى يوليو الماضى بعد ثلاث سنوات من التوقف الى «اتفاق اطار» يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية تتناول مسائل «الوضع النهائي» أى الحدود والمستوطنات اليهودية والأمن ووضع مدينة القدس واللاجئون الفلسطينيين لكن المحادثات لم تسجل اى تقدم ملموس فيما اعلن جون كيرى ان المباحثات بين الطرفين ستتواصل على الأرجح بعد الأشهر التسعة المحددة للتوصل للاتفاق التى تنتهى فى 29 ابريل المقبل. وأفادت نيويورك تايمز أن أوباما ينوى التدخل مباشرة فى عملية السلام ودفع نيتانياهو الى قبول «الاتفاق-الاطار» الامريكى عندما يستقبله فى البيت الابيض. ولفت نمرود جورن رئيس معهد الابحاث المتعلقة بالسياسات الخارجية الاسرائيلية الى «أن قسما كبيرا من المحادثات الجارية فى الكواليس ستكرس لما يجب اعطاؤه كمقابل للسيد عباس كى يكون بإمكانه قبول الوثيقة (الامريكية) التى لم تعد تبدو ايجابية جدا حسب منظوره . ومن جهته أوضح إيتان جيلبوا خبير العلاقات الامريكية الاسرائيلية فى جامعة بار ايلام لوكالة فرانس برس ان «اللقاء بين نيتانياهو وأوباما حاسم وسيحدد اطار المفاوضات المقبلة» موضحا أن «ما يأمله أوباما وكيرى هو الحصول من نيتانياهو على موافقة ما على الوثيقة ، ورأى أن هناك «احتمالا كبيرا جدا» أن يوافق رئيس الوزراء الاسرائيلى عليها بدلا من أن يتحمل مسئولية فشل المفاوضات .