لن يتغير أى شىء إذا وافق الكنيست الإسرائيلى فى جلسته الاسبوع المقبل على اقتراح النائب الليكودى المتطرف موشيه فيجلين بفرض السيادة الاسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك. حتى إذا وصل الأمر الى قيام الجرافات الاسرائيلية بهدم المسجد نفسه على رؤوس من فيه، لن يحدث أى ردء فعل عربى سوى مجموعة جديدة من بيانات الشجب والإدانة، وفى الحد الأقصى طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولى يتكفل الفيتو الأمريكى بإفشاله. فالحقيقة أن الاحتلال الصهيونى يسير بخطى سريعة فى عملية تهويد القدس بأكملها، ليس فقط عبر إقامة المشاريع الاستيطانية فى المدينة المقدسة وإجبار سكانها الفلسطينيين على الرحيل. ولكن عبر آليات جديدة أيضا منها تهويد التعليم عن طريق إحلال المناهج الصهيونية مكان المناهج العربية فى مدارس القدس، وصولا الى التهويد السينمائى بتخصيص 22 مليون شيكل (65مليون دولار). للاستثمار فى الأفلام والمسلسلات التى يتم تصويرها فى القدس بمختلف لغات العالم، وبالطبع تعرض جغرافية المكان من وجهة النظر الصهيونية. أما العالم العربى فهو على المستوى الرسمى فى حالة صمت تام، إما لانشغاله بالمتغيرات الداخلية المتلاحقة، أو لفشله فى القيام بأى خطوة إيجابية لتفعيل مبادرة السلام العربية التى كانت أمله الأخير فى إنقاذ ما يمكن انقاذه. وعلى المستوى الشعبي، فأصحاب شعار «ع القدس رايحين شهداء بالملايين» وأنصار بيت المقدس اكتشفوا فجأة أن القدس انتقلت من فلسطين الى مصر، فتفرغوا لاغتيال وتفجير الجيش والشرطة والشعب المصرى. والنقابات المهنية غرقت فى شبهة التطبيع مع الصهاينة باستدراج من بعض أجنحة السلطة الفلسطينية مثلما حدث مع نقابة الصحفيين المصريين. وتفرغت حماس لدعم مؤسساتها الأم (الإخوان)، وانشغل المجتمع المدنى العربى فى معركة التمويل الأجنبي.. ولم يبق للأقصى سوى رب يحميه. لمزيد من مقالات فتحي محمود