ما بين قرابة 6 ملايين مريض مصري بالربو الشعبي، 15% منهم فقط هم من تطبق عليهم المعايير الدولية في العلاج التي تتيح السيطرة علي المرض باستخدام مشتقات الكورتيزون الموضعية الخالية من الآثار الجانبية وموسعات الشعب الهوائية الموضعية طويلة المدي. هذا ما كشفه المؤتمر الدولي السادس عشر لجمعية الإسكندرية للصدر، بمشاركة نخبة من المتخصصين في أمراض الصدر بالجامعات المصرية و الأوروبية ووزارة الصحة وطب الأعماق بالقوات المسلحة وتحدث د.صلاح سرور رئيس الجمعية ورئيس المؤتمر عن العلاجات الحديثة لمرضي السدة الرئوية باستخدام موسعات الشعب الهوائية طويلة المدي باستخدام البخاخات الحديثة المتطورة التي يستعملها المرضي مرة واحدة في اليوم والتي يستمر مفعولها لمدة 24 ساعة من مركبات الإنتيكولينرجك وأثبتت الدراسات أهميتها في العلاج وتحسين الحالة الوظيفية والمعيشية لمرضي السدة الرئوية بعد الانتظام في العلاج. مشيرا إلي الازدياد المطرد للمصابين بالسدة الرئوية بسبب التدخين والتلوث والالتهابات الشعبية المتكررة. ومن جانبه انتقد د.عصام جودة أستاذ أمراض الصدر بطب الإسكندرية الفجوة الكبيرة في تشخيص وعلاج مرضي الربو في مصر وبين الإرشادات الدولية من علاج وتشخيص حيث تقضي هذه الإرشادات بالسيطرة علي المرض دون تعريض المريض للأعراض الجانبية وذلك من خلال إعطاء مشتقات الكورتيزون الموضعية والخالية من الآثار الجانبية إلي جانب إعطاء موسعات الشعب الهوائية الموضعية طويلة المدي وكذلك الإقلال من تناول المريض للمسكنات وموسعات الشعب قصيرة المدي. وعلي أرض الواقع فأقل من 15% من المرضي تطبق عليهم المعايير الدولية السابقة. وعن الحديث المتداول عن انتشار عدوي الأطباء في المستشفيات أكد د.عماد الدين مصطفي أستاذ الصدر ورئيس اللجنة العلمية، مسئولية الالتهابات الصدرية والرئوية الحرجة في حوالي 27% من الالتهابات التي تحدث داخل المستشفيات. كما أنها تعتبر السبب الرئيسي لاستخدام المضادات الحيوية لأكثر من 50% من حالات الالتهابات داخل المستشفي. موضحا أن من 40 إلي 60% من الوفيات الناتجة عن الإصابة بالالتهابات الرئوية المكتسبة من المستشفي هي بسبب عدم تقديم العلاج المناسب لهؤلاء المرضي أو سوء اختيار المضادات الحيوية. ويشير د.عماد الدين إلي وجود زيادة مطردة من الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية مثل ميكروب MRSA الذي يحتاج إلي علاج خاص. ويحذر من التأخر في بدء وضع سياسة إستراتيجية لعلاج الالتهابات الرئوية بالمضادات الحيوية وتحديثها علي الأقل سنويا لتحسين نتائج العلاج فكل مستشفي ووحدة رعاية تنفسية لها خصوصية في نوع الميكروبات الموجودة بها. مشيرا إلي ضرورة اتباع الاستراتيجيات الدولية في علاج الالتهابات الرئوية وكذلك أهمية أخذ المزارع البكتيرية من إفرازات الصدر عن طريق التشفيط أو المنظار الشعبي في وقت مبكر مع البدء فورا بالعلاج لحين ظهور نتائج هذه المزارع. وعن إتباع التمارين الرياضية والتأهيل البدني في تحسن الحالة الوظيفية لمرضي الصدر وخاصة مرضي السدة الرئوية يوضح د.محمد عطا أستاذ الصدر بطب الإسكندرية، أن الأبحاث أثبتت أن التأهيل البدني يساعد مرضي الصدر المزمنين علي التنفس بسهولة والقيام بمتطلبات الحياة بصورة أفضل ومنها التمارين التي تحسن عضلات التنفس وتحسن وظائف التنفس باستخدام المشاية الكهربائية والعجلة اليدوية. كما شمل المؤتمر ورشة عمل عن استخدام الموجات الصوتية في تشخيص وعلاج أمراض الصدر قدمها د.جمال ربيع الأستاذ بطب أسيوط بمشاركة عدد من أخصائي الصدر من المستشفيات الجامعية ووزارة الصحة. تضمنت طرق تشخيص الارتشاح البللوري وتحديد كميته وبذله، بجانب كيفية استخدام الموجات الصوتية في تشخيص أورام الصدر والرئتين وكيفية اخذ العينات باستخدام التخدير الموضعي وكذلك كيفية التفرقة بين الأمراض المختلفة للصدر باستخدام الموجات الصوتية والاستغناء عن الأشعة المقطعية في بعض الحالات.