مضي عام علي الثورة المصرية.. شهدنا خلاله ما لم تتعرض له ثورة في التاريخ الإنساني الحديث, فما تعرضت له تلك الثورة من مؤامرات ومحاولات هدم مذهل إلي حد يصعب وصفه.. الشعب الذي ثار كان متسامحا ونقيا لأبعد الحدود.. حرص علي أن تكون ثورته سلمية وبيضاء.. انخدع بإعلان المخلوع تخليه عن رئاسة الجمهورية.. احتفلنا وتركنا الأمانة للقوات المسلحة.. فكان ما كان.. وبعد مرور عام وصلنا إلي الصدمة متمنين ألا نعيش الرعب!! علي مدي العام لم نتمكن من تجاوز مؤامرة انسحاب الشرطة من الوطن.. تدهور الاقتصاد بمعدلات غير عادية.. تم استبعاد كل الثوار والشرفاء والتربص بهم دائما.. احتفظنا بفلول النظام في كل مواقع المسئولية, بل أضفنا إليهم من هم الأكثر رداءة في الصف الخامس والسادس لنظام فاسد.. وسقط خلال العام مئات الشهداء وآلاف المصابين والضحايا.. وكلما سقط شهداء جدد, كان القائمون علي شئون البلاد يقررون صرف تعويضات لأهالي الشهداء.. كل شهيد في رأيهم استحق30 ألف جنيه تعويضا.. وكل متهم بقتل الشهداء استحق الإنفاق عليه بأكثر من75 ألف جنيه للدفاع عنهم!!.. الأرقام في هذه المعادلة المختلة تكشف عما وصلنا إليه عند المحطة الأولي بعد مغادرة قطار الثورة من نقطة انطلاقه. يكفيني الدكتور' حسام عيسي' وهو واحد من أصدق وأشرف رجال هذا الوطن.. حين قال إنه:' إذا كان المخلوع حسني مبارك يتمتع بكل تلك الصفات, التي خلعها عليه محاميه.. فهذا يعني أن الشعب المصري كله يستحق وضعه في السجون.. بل يستحق كل من ثاروا عليه الإعدام.. وهذا يعني أن القوات المسلحة المصرية, انحازت لأولئك الذين ثاروا علي' الملاك بجناحين'.. وتلك إشارة إلي أن الشعب وقواته المسلحة, تواطأوا علي الشريف نقي القلب صاحب التاريخ العظيم والبطل الهمام.. إلي آخر الأوصاف التي خلعها' فريد الديب' علي موكله.. لذلك لم يكن غريبا إصراره علي تحميل الجيش المسئولية عن قتل المتظاهرين وإصابة الآلاف من شرفاء الوطن.. فالمحامي الذي يتولي الدفاع عن قاتل بالضرورة اسمه' حسني مبارك' ومعه يدافع عن مجرم حسب ما صدرت ضده من أحكام حتي الآن.. اسمه' حبيب العادلي'.. يبدو أنه يراهن علي سذاجة من يسمعوه أو يقرأوا كلامه منقولا عبر الصحف.. فهو الذكي الوحيد علي وجه الكرة الأرضية.. فإذا كان يعتقد أنه نجح في تجاوز أزمة المتهم' حسني مبارك' أمام المحكمة والرأي العام المصري وكل قيادات الدولة الحالية.. فهل يعتقد أنه نجح مع الرأي العام العالمي بداية من الولاياتالمتحدةالأمريكية, مرورا بكل دول أوروبا.. بل في المحيط الإفريقي والعربي.. وليس انتهاء بجميع قادة وزعماء ومفكري الدنيا.. وكل أولئك صرحوا بوضوح بأن' حسني مبارك' أخذ مصر إلي الهاوية.. وللحقيقة هناك دولة واحدة تري العكس.. هي معروفة بالضرورة بأن اسمها إسرائيل.. وبالتفكير الهاديء سنجد أن' فريد الديب' المحامي الذي يترافع عن الرئيس السابق وكبير البلطجية' حبيب العادلي'.. متسق مع نفسه تماما.. فهو المحامي الذي سبق له أن تولي الدفاع عن جاسوس إسرائيلي اسمه' عزام عزام'.. وبما أن ذلك حدث في ظل نظام المتهم' حسني مبارك' فهذا يؤكد أن' حسني مبارك' ورجال نظامه والذي يتولي الدفاع عنهم متسقون مع أنفسهم, واختاروا مكانهم الصحيح علي أرض هذا الوطن.. وبقيت خطوة واحدة أن نضم إليهم أمثالهم من الذين يتآمرون علي الثورة, لكنهم مازالوا يمارسون آلاعيب الكذب والخداع!! المزيد من أعمدة نصر القفاص