بداية لا يدعى صاحب تلك السطور أنه يكن إعجابا برئيس الحكومة التركية السيد رجب طيب اردوغان ، وكتاباته فى هذا المكان وغيره من تقارير وتحقيقات خير شاهد على ذلك. غير أن هذا لا يعنى أن يجنح المرء ويحذو حذو آخرين فى اختلاق سيناريوهات ، هى بالجملة محض خيال ، تحاك ضد المحروسة ويتم نسجها فى الاناضول وبأياد أردوغانية شريرة تنفيذا لمؤامرة صهيونية أمريكية ، ولا بأس من مشاركة قطرية فيها ، دون سند موضوعى واحد اللهم إلا فوبيا العداء السائدة الآن ضد تركيا وتخلط الجد بالهزل والهرتلة ،ولا يتوقع أن تزول قريبا، وكيف لها أن تتلاشى وهناك إعلام يغذيها بتحليلاته العشوائية التى لا تمت للواقع بصلة. وكان آخر فصولها الإرتجالية، هو ذاك الحديث عن مباحثات وزير الخارجية أحمد داود أوغلو فى العاصمة أديس أبابا مؤخرا ، وما قيل عنها إنها جزء من ذاك المخطط الجهنمى، وكان يكفى أن يعلن المسئول التركى استعداد بلاده لتقديم خبراتها فى كافة المجالات بما فيها السدود ،حتى تنطلق الحناجر زاعقة صارخة ،أنتبهوا العثمانيون الجدد يريدون عزل الكنانة وحرمانها من المياه عقابا لتخليها عن شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي. وليت اكتفوا بذلك بل راح شططهم إلى ما هو أبعد ، بالقول إن ورثة رجل أوروبا المريض ، نقلوا للاثيوبيين تجربة سدهم الاتاتوركى المشيد قبل ربع قرن، وكيف تم من خلاله معاقبة سوريا والعراق بحرمانهما من دجلة والفرات ولم تنتبه الفضائية المصرية إلى أنه وفى أشد فترات تردى العلاقات كما هو حاصل الآن مع دمشق وبغداد ، لم نسمع بأن الجمهورية الكمالية فكرت كمجرد التفكير بإعتبارها دولة منبع ،فى تقليل حصة العاصمتين الجارتين حجب النهرين. لكن الشئ الملفت هو تلك اللوعة المصطنعة والهلع المفاجئ والخوف أن يحل الجدب بالشام والهلال الخصيب فى حين أن أصحاب الشان انفسهم لا يتبرمون ولا يشكون فليس هناك أصل ما يدعو للشكوى التى هى لغير الله مذلة. وعلينا ان نشكر دبلوماسيينا بما يمتلكونه من حنكة أنهم تجنبوا الإنزلاق فى هذا الآتون المؤامراتى الوهمي!! لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد